للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

منهما شَيْئًا، وهو عَلِيْلٌ، فالتَفَتَ الحَرْبِيُّ إِلَيْهَا وتَبَسَّمَ، وقالَ: يا بُنَيَّةَ، إِنَّمَا خِفْتِ الفَقْرَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ لَهَا: انظُرِي إِلى تِلْكَ الزَّاوِيَةِ، فَنَظَرَتْ، فَإِذَا كُتُبٌ، فَقَالَ: هُنَاكَ إِثْنَا عَشَرَ ألف جُزْءٍ، لُغَةٌ وغَرِيْبٌ، كَتبتُهُ بِخَطِّي، إِذَا مِتُّ فَوَجِّهِي في كلِّ يَوْمٍ بجُزْءٍ تَبِيْعِيْنَهُ بِدِرْهَمٍ، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ إِثْنَا عَشَرَ أَلْفَ درْهَمٍ لَيْسَ هو فَقِيْرًا.

وأَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ عَليٍّ الجَوْهَرِيُّ (١)، حَدَّثنا مُحمَّدُ بنُ العَبَّاسِ الخَزَّازُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ محمَّدَ بنَ عبدِ الوَاحِدِ اللُّغَوِيِّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ ثَعْلَبًا يَقُوْلُ: مَا فَقَدْتُ إِبْراهِيْمَ الحَرْبِيَّ من مَجْلِسِ لُغَةٍ أوْ نَحْوٍ (٢) خَمْسين سَنَة.

وقَالَ إِبْراهيمُ الحَرْبِيُّ (٣): مَا أَخَذْتُ عَلَى عِلْمٍ قَطُّ أَجْرًا إِلاَّ (٤) مَرَّةً وَاحِدَةً، فإِنِّي وَقَفْتُ على بَقَّالٍ (٥)، فَوَزَنْتُ لَهُ قِيْرَاطًا إلَّا فِلْسًا، فَسَأَلني عن


= (٢/ ٧٩)، والوافي بالوفيات (١٠/ ٩٤). وله أخبارٌ متفرقة في "تاريخ الطبري" و"مُرُوج الذَّهب" و"الوزراء" لأبي إسحق الصَّابي، و"الفرج بعد الشِّدة" للتَّنُوخِيِّ، و "تذكرة ابن حمدون " و"الهَفَوَات النَّادرة" لو جمعت لكانت أساسًا صالحًا في ذكر مناقبه تلقي الضوء على جانب مهم من تاريخنا الإسلامي.
(١) مازال النَّقلُ عن "تاريخ بغداد"، وفيه: "أَخبَرَني الحَسَنُ بن عليٍّ الجَوْهَرِيُّ … ".
(٢) في (ط): "نحو أو لُغه". وما أثبته اتفاق أُصُول، وكذلك هو في "تاريخ بغداد".
(٣) الخبر بسنده في "تاريخ بغداد".
(٤) في (ط): "ولا مرَّة واحدة". ولها حَظٌّ من الصِّحَّةِ؛ لأن الحافِظَ الخَطِيْبَ ذَكَرَ الخَبَرَ في "تاريخ بغداد" وفي آخره أنَّه لم يَقْبَلْ ذلِكَ. وسيأتي الخبر في التَّعليق التالي.
(٥) في (ط): "باب بَقَّالٍ"، وذكرَ الحافظُ الخَطِيْبُ في "تاريخ بغداد" حكايةَ الحَرْبِيِّ معَ البَقَّالِ، =