للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وسَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ عَلِيٍّ الحَنْبَلِيَّ (١) يَقُولُ: حَكَى لِي سَعِيْدُ بنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ بَعْضِ شُيُوْخِي، فَدَخَلَ بعضُ أَصْحَابِي فَقَالَ: رَأَيْتُ كَأَنِّي في جَامِعِ بَاكِرما، وهي قريةٌ على نَهْرِ ملك (٢)، وجَمْعٌ مُجْتَمِعٌ، فَدَخَلْتُ إلى الجَامِعِ، فَرَأَيْتُ ثَلاثَةَ أَشْخُاصٍ على المِنْبَرِ، فَقُلْتُ لبَعضِ مَنْ كَانَ بقُربي: مَنْ هَؤلاءِ؛ فَقَالَ لِي: هَذَا النَّبِيُّ وأَبُو بَكْرٍ وعُمَرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ الله، بِمَنْ الاقتِدَاءُ؟ فَأَوْمَأَ إلى شَيْخٍ قَاعِدٍ على المِرْقَاةِ التَّحْتَانِيَّةِ من المِنْبَرِ، فَقُلْتُ لِمَنْ كَانَ بقُرْبِي: مَنْ هَذَا الشَّيْخُ؟ فَقَالَ لِي: هَذَا أَبُو يَعْلَى بنُ الفَرَّاءِ، أَوْ كَمَا قَالَ.

قَالَ: وقَرَأْتُ بخطِّ شَيْخِنَا الشَّرِيْفِ أَبِي جَعْفْرٍ (٣) قَالَ: رَأَيْتُ شَيْخَنَا - يَعْنِي الوَالِدَ السَّعِيْدَ - في المَنَامِ، وهو في أَحْسَنِ صُوْرَةٍ رَأَيْتُهُ في دَارِ الدُّنْيَا وكَأَنَّه شَابٌّ في لِحْيَتِهِ طَاقَاتُ بَيَاضٍ يَسِيْرَة جَدًّا، وهو بمَسْجدِهِ بِبابِ الشَّعِيْرِ، فَتَقَدَّمْتُ لأُسَلِّمَ عَلَيْهِ. فَقَالَ (٤): ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾.


(١) هو نفسه أحمدُ بن علي العُلَبِيُّ السَّابق، ذكره المؤلِّف في موضعه رقم (٦٩٨).
(٢) في (جـ): "بنهر ملك" ويظهر أن المقصود (نهر الملك) على التَّعريف، قال ياقوتُ الحمويُّ في معجم البُلدان (٥/ ٣٧٤): "نَهْرُ الملك: كورةٌ واسعةٌ ببغداد بعد نهر عيسى، يقال: إنَّه يشتمل على ثلاثمائة وستِّين قَرْيَةً على عَدَدِ أيَّام السَّنةِ، قيل: إنَّ أوَّل من حضره سليمان بن داود ".
(٣) هو عبد الخالق بن عيسى (ت ٤٧٠ هـ) ذكره المؤلف ترجمة رقم (٦٧٥).
(٤) سورة الأنعام، الآية: ٥٤.