للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مَا العَيْشُ بَعْدَكَ مُسْتَطَابُ … هَيْهَاتَ أَنْ يُغْشَى لِمِثْلِكَ بَابُ

فانْتَبَهْتُ، فَلَمَّا أَسْفَرَ الفَجْرُ سَمِعْتُ مُنَادِيًا يُنَادِي: مَنْ أَرَادَ الصَّلَاةَ على القَاضِي الإمَامِ أَبِي يَعْلَى، فَعَلَمْتُ أَنَّ الهَاتِفَ والبَيْتَ الشِّعْرَ لأجْلِهِ.

قَالَ ابنُ جَدَّا: سَأَلْتُ الله تَعَالَى بَعْدَ مَوْتِ القَاضِي الإمَامِ أَبِي يَعْلَى أَنْ أَرَاهُ في النَّوْم، فَرَأَيْتُهُ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا الحَسَن (١)، وحَقِّكَ (٢) لَقَدْ هُدِيْنَا لأمْرٍ عَظِيْمٍ. قَالَ ابنُ جَدَّا: وَسَأَلْتُ اللهُ تَعَالَى أَنْ أَرَى القَاضِي أَبَا يَعْلَى في النَّوْمِ دفعةً أُخْرَى، فَرَأيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، كيفَ المَذْهَبُ ثَمَّ؟ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا الحَسَنِ، المَذْهَبُ بَيْنَنَا وبَيْنَ جهَنَّم سَدٌّ من حَدِيْدٍ. قُلْتُ أَنَا: وَقَالَ ابنُ سِيْرِيْنَ: "مَا حَدَّثَكَ المَيِّتُ بِشَيْءٍ في النَّوْمِ، فهو حَقٌّ؛ لأنَّه في دَارِ حَقٍّ". وسَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُوْلُ: رَأَيْتُ ابنَ بُكَيْرٍ العُكْبَرِيَّ (٣) في النَّوْمِ بَعْدَ مَوْتِهِ فَقُلْتُ لَهُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ فَقَالَ: أَنَا عندَ القَاضِي أَبِي يَعْلَى. فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ عِلِمْتُ أَنَّك قَرِيْبٌ من تُرْبَتِهِ، فَقَالَ: أَنَا عِندَهُ في الجَنَّةِ، أَوْ كَمَا قَالِ.


= الحنابلة بالدَّيار المصرية أحمد بن إبراهيم بن نصر الله الكناني في كتابه فيما قيل في المنام من الأشعار.
(١) في (ط): "الحسين" ومعلوم أن ابنَ جدَّا (أبا الحسن) لا (أبا الحسين).
(٢) لا شك أن هذا من القسم بغير الله، وقد تهاون بمثل ذلك كثير من النَّاس قديمًا وحديثًا، وقد تجاسر على ذلك الشُّعراء أكثر من غيرهم فكثيرًا ما نجد (لعمرك) و (لعمري) و (لعمر أبيك) و (وأبيك) .. وأمثال ذلك.
(٣) يبدو أنه الحسين بن أجمد بن بكير، أبو عبد الله الحافظ.