للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

من نَحْوِ بَابِ الشَّامِ، يَقْدُمِهم شَخْصٌ لَمْ أَرَ كَهَيْئَتِهِ، ونُورِهِ. فَقُلْتُ: مَا الَّذِي جَاءَ بِهِ وبِكُمْ؟ فَقَالَ: سَلْ نَبِيُّكَ. فَقُلْتُ لأحدهم: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: هَذَا النَّبِيُّ ونحن العَشَرَةُ، فقلتُ: يَا رَسُوْلَ الله، أَنْتَ بالمَدِينَةِ، فَمَا الَّذِي جَاءَ بِكَ؟ فَقَالَ: جِئَتُ وأَصْحَابِي صَلَّيْتُ عَلَى أَبِي يَعْلَى بن الفَرَّاءِ. فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أَقُوْلُ لِصَاحِبِي الَّذي رَأَى هَذِهِ الرُّؤْيَا؟ فَقَالَ: مَا عَلَيْكَ، هَذَا لَفْظُهُ، أَوْ كَمَا قَالَ (١).

وسَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ العُلَبِيِّ (٢) الزَّاهِدَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ القَاضِيَ أَبَا يَعْلَى (٣) بَعْدَ وَفَاتِهِ، في الشَّهْرِ الَّذي تُوفِّيَ فِيْه، في إِحْدَى لَيَالي القَدْرِ،


= وَلا أَقْبَلِ الدُّنْيَا جَمِيْعًا بِمَنَّةٍ … ولَا أَشْتَرِي عِزَّ المَرَاتِب بالذُّلِّ
وأَعْشَقُ كَحْلاءَ المَدَامِعِ خِلْقَةً … لئَلَّا تُرَى في عَيْنِهَا مِنَّةُ الكُحْلِ
وقَدَم بَغْدَادَ، وخدَم عَضُد الدَّوْلَة، فاعتُبِطَ شَابًّا، وكتب إلى أبيه وهو يجودُ بنَفْسِهِ:
أَلا هَلْ مِنْ فَتًى يَهَبُ الهُوَيْنَا … لِمُؤثِرِهَا ويَعْتَسِفُ السُّهُوْبَا
فَيَبْلِغَ والأُمُورُ إلى مَجَازٍ … بِزَوْزَنَ ذلِكَ الشَّيْخَ الأدِيْبَا
بَأَنَ يَدَ الرَّدَى هَصَرَتْ بأَرْضِ الْـ … ـعِرَاقِ مِنِ ابنِهِ غُصْنًا رَطِيْبَا
(١) هذِه المَنَامَات لا تَرُوْجُ عِنْدَنَا، ولَا نَشَكُّ أنَّ للشَّيخ مع غيره من المسلمين رحمةً واسعة من الله تعالى؛ لأنَّه يقول: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ ونحسن الظنَّ بالله تعالى ونرجو للشيخ الخير والفضل، وأن الله تعالى أنزله منازل الصِّديقين الأبرار، فلسنا بحاجة إلى مثل هذه المنامات التي الله وحده أعلم بصحتها، بل إن أكثرها مزعومٌ؟! لنؤكَّد بواسطتها فضلَ الشَّيْخِ.
(٢) في (ط): "العَلْثِي" وهو أحمدُ بن عليٍّ العُلَبِيُّ، ذكره المؤلِّف في موضعه رقم (٦٩٨) وهو من أنبلِ تَلَامِيذِ الشَّيخِ أبي يَعْلَى ، وهو هناك "العَلْثِيّ" وصححتها أيضًا، ويُراجع تعليقي علي التَّرجمة في "ذيل الطبقات" لابن رَجَبٍ، وفيه مزيد فائدةٍ إن شاء الله تعالى.
(٣) ساقط من (ط).