الخِلافِ والعِنَادِ، من الأذَى إِذَا تَحَقَّقُوا مَعْرِفَتَكَ، لِمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الفَسَادِ، والمُحِقُّ، مأْمُورٌ بالصَّبرِ لِيَنَال بِهِ جَزِيْلَ الأجْرِ، وقدمناهُ أَوْلًا في نُكْتَتَيْنِ، من أَتْقَنَهُمَا ولَزِمَهُمَا (١) أَدْرَكَ سَعَادَةَ الدَّارَيْنِ، وما نَذْكُرُهُ بَعْدَهُمَا إِنَّمَا نُرِيْدُ بِهِ شَرْحَهُمَا.
إِحْدَاهُمَا: تَرْكُ مَا تَرَاهُ، لِمَا أُمِرْتَ بِهِ، مَعَ تَبْيِيْنِ الأَمْرِ المُتَمَسَّكِ بِمُوْجِبِهِ.
والثَّانِيَةُ: قِلَّةُ الاكْتِرَاثِ بكثرِ المُبْطِلين وتَهْجِيْنِهِمْ مَا دَرَجَ عليه الوَالِدُ السَّعِيْدُ، والسَّلَفُ الصَّالِحُ الرَّشِيْدُ، مَعَ سَخَاءِ النَّفْسِ عَمَّا قَالُوْهُ من قَبُوْلٍ عندَ أَمْثَالِهِمْ، وَوُصُوْلٍ إلى بَعْضِ آمَالِهِمْ، فَإِذَا أَلْزَمْتَ نَفْسَكَ الأخْذَ بهَاتَيْنِ النُكْتَتَيْنِ عُوِّضْتَ عَمَّا تَرَكْتَ، سُكْونًا إلى مَا عَرَفْتَ، والثِّقَةُ بنَبِيْلِ مَا بِهِ وُعِدْتَ، وهَابَكَ مُخَالِفُكَ، وإِنْ كُنْتَ وَحِيْدًا، وكُنْتَ عندَ الله ﷾، ثُمَّ عِنْدَ صَالِحْي عَبِيْدِهِ حَمِيْدًا.
فَلْنَذْكُرُ الآنَ البَيَانُ عن اعتِقَادِ الوَالِدِ السَّعِيْدِ، ومَنْ قَبْلَهُ من السَّلَفِ الحَمِيْدِ، في أَخْبَارِ الصِّفَاتِ، فاعْلَمْ - زَادَنَا اللهُ وإِيَّاكَ عِلْمًا يَنْفَعُنَا اللهُ بِهِ، وجَعَلَنَا مِمَّنْ آثرَ الآيَاتِ الصَّرِيْحَةَ، والأحَادِيْثَ الصَّحِيْحَةَ على آراءِ المُتَكَلِّمِيْنَ، وأَهْوَاءِ المُتَكَلِّفِيْنَ - أَنَّ الَّذي دَرَجَ عليه صَالحُوا السَّلَفِ، وانتَهَجَهُ بعدَهُمْ خِيَارُ الخَلَفِ هو التَّمسُّكُ بكتَابِ اللهِ ﷿، واتباعُ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ، ثُمَّ ما رُوِيَ عَن الصَّحَابَةِ رِضْوَانُ اللهُ عَلَيْهِم، ثُمَّ عَن التَّابِعِيْن
(١) في (ط): "ولزمها".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute