للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

امْرَأَتِي، ولَا إِلى بَنَاتِيْ حُمًّى قَطُّ وَجَدْتُهَا، الرَّجُلُ هو الَّذي يُدْخِلُ غَمَّهُ على نَفْسِهِ، ولايُغِمُّ عِيَالَهُ. وَكَانَ بي شَقِيْقةٌ خَمْسًا وأرْبَعين سَنَةً، ما أخبرتُ بِهَا أحَدًا قَطُّ، ولي عُشرون سنةً أُبْصِرُ بفَرْدِ عَيْنٍ ما أَخْبَرْتُ بِهَا أَحَدًا قَطُّ (١)، وأَفْنَيْتُ من عُمُرِي ثلاثينَ سنةً بِرَغِيْفَيْنِ، إِنْ جَاءَتْنِي بهما أُمِّي أَو أُخْتِي أَكَلْتُ، (٢) وإلَّا بَقِيْتُ جَائِعًا عَطْشَانًا إِلى اللَّيْلَةِ الثَّانيةِ، وأَفْنَيْتُ ثلاثين سَنَةً من عُمري برَغِيْفٍ في اليَوْمِ واللَّيْلَةِ، إِنْ جَاءَتْنِي امرأتي أَو [إِحْدَى] (٣) بَنَاتِي بِهِ (٤) أكلتُهُ، وإِلَّا بقيتُ جَائعًا عَطْشَانًا إِلى اللَّيْلَهِ الأُخرَى. والآن آكلُ نِصْفَ رَغِيْفٍ وأَرْبَعَ عَشْرَةَ تَمْرَةً إِنْ كَانَ بَرْنيًّا، أَو نَيِّفًا وعِشرينَ إِنْ كَانَ دَقَلًا (٥). ومَرِضَتْ ابنَتِيْ فَمَضَتْ امرَأَتِي فَأَقَامتْ عندَهَا شَهْرًا، فَقَامَ إِفطَاري في هذَا الشَّهْرِ بدِرْهَمٍ ودَانقين ونصف. ودَخَلْتُ الحَمَّامَ واشتَرَيْتُ لَهم صَابُونًا بدَانِقَيْنِ (٦)، فَقَامَتْ نَفَقةُ شَهْرِ رَمَضَان كُلِّه بدِرْهَمٍ وأَرْبَعةٍ دَوَانِيْقَ ونصْفٍ.


(١) لم يذكره الصَّلاح الصَّفَدِيُّ في كتابه "الشُّعور بالعور" ولا استدركه محقِّقه الدكتور عبد الرزاق مع مَنْ استَدْرَكَ على الكتاب؟! والشَّقِيْقَةُ: أَلمٌ يصيُب نصْفُ الرَّأسِ ونِصْفُ الوَجْهِ.
(٢) ساقط من (جـ).
(٣) في الأصول ماعدا (جـ): "أَحَدُ" وصحَّحها ناشر (ط) "إحدى". وهو الصَّحيح لكنَّه لم يُشر أَنَّ في أصله (أ) "أحد" أَمَّا نسخة (جـ) فقد سقط منها النَّصُّ كما أشرتُ. والتَّصحيح من "تاريخ بغداد" وهو مصدر المؤلف.
(٤) في (ط): "إن جاءتني به … " مخالفٌ للأُصُول و"تاريخ بغداد".
(٥) البَرْنيُّ: نَوعٌ من جيِّد التَّمر جَيِّدٌ، والدَّقلُ: رديء التَّمرِ، وهذه الأخيرة لا تزال مستعملة في اللُّغة العَامِيّة النَّجْدِيّةِ.
(٦) الدَّانق: سُدُسُ الدِّرهمِ.