للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: يَا رَبِّ حِلْمُكَ عن الظَّالِمِيْنَ فَتَّتَ قُلُوْبَ المُظْلُوْمِيْنَ. قَالَ: فَغَشِيَهُ الكَرَى، فَرَى كَأَنَّ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ في الجَنَّةِ، والحُوْرُ حَوْلَهُ، وكَأَنَّ قَائِلًا يَقُوْلُ لَهُ: يَا عَطَاءُ، حَلِمْنَا عَنِ الظَّالِمِيْنَ أَوْرَثَ المَظْلُوْمِيْنَ هَذَا المُقَامَ، أَوْ كَمَا قَالَ.

ومَا ذَكَرْتُهُ مِنْ أَوْصَافِ الوَالِدِ السَّعِيْدِ فهو كالإشَارَةِ إلى مَا وَرَاءَهُ، وأَرْجُو أَنْ لَا يَكُوْنَ ذلِكَ على سَبيْلِ التَّمَادُحِ، لكِنَّه على سَبِيْلِ الأمْرِ بالمَعْرُوْفِ والنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ، والردِّ عن أَعْرَاضِ عُلَمَاء المُسْلِمِيْنَ، وحِمَايَةِ المُؤْمِنِيْنَ مِنَ المُنَافِقِيْن، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : قَالَ رَسُوْلُ الله : "مَنْ اغْتِيْبَ عِنْدَهُ أخُوْهُ المُسْلِمُ فَلَمْ يَنْصُرْهُ - وَهْوَ يَسْتَطِيْعُ نَصْرَهُ - أَذَّلَهُ اللهِ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ" (١). ورَوَى أَنَسُ بنُ مَالِكٍ (٢)، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الله : (٣) "مَنْ حَمَى عِرْضَ أخِيْهِ في الدُّنْيَا بَعَثَ اللهُ ﷿ مَلَكًا يَحْمِي لَحْمَهُ عَنِ النَّارِ".

وَقَالَ : (٤) "مَا مِنْ مُسْلِمٍ - يَعْنِي - يَخْذُلُ امرءًا


= يُراجع: الجرح والتعديل (٦/ ٣٣٧)، وميزان الاعتدال (٣/ ٧٦).
(١) حَديثٌ ضَعِيْفٌ رواه ابنُ عدي في الكامل (١/ ٣٨٦)، وابن وهب في الجامع (٦٨) من طريق أبان عن أنس، وليس من رواية أبي هريرة. قال ابن عديٍّ في أبان: هو بين الأمر في الضَّعْفِ وأرجو أنَّه ممَّن لا يتعمَّد الكذبَ إلَّا أَنَّه يشتبهُ عليه ويغلطُ، وهو إلى الضَّعْفِ أقربُ منه إلى الصِّدقِ.
(٢) بعدها في (ط): "".
(٣) التَّرغيب والتَّرهيب للمُنْذِرِيِّ (٣/ ٥١٨).
(٤) حَدِيْثٌ ضَعِيْفٌ رَوَاهُ أبو داود (٤٨٨٤) والطَّبَرَانِيُّ في الكَبير (٥/ ١١٠)، وأبو نُعَيْمٍ في الحِلْيَةِ=