للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فِيْمَا مَضَى، ولَا يَكُوْنُ مُؤْمِنٌ فِيْمَا بَقِيَ، إلَّا إِلَى جَنْبِهِ مُنَافِقٌ يُؤْذِيْهِ". ورَوَى خَبَّابُ بنُ الأرَتِّ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ (١): "أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا الله، فوَاللهِ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَ المؤْمِنِيْنَ من قَبْلِكُم ليُوْضَعُ المِنْشَارُ عَلَى رَأْسِهِ، فيُشَقُّ بِنِصْفَيْنِ، وَمَا يَرُدُّهُ عَنْ دِيْنِهِ، فاتَّقُوا الله، فَإن الله فَاتحٌ عَلَيْكُم، وصَانِعٌ لَكُمْ". ورَوَى أَبُو مُوْسَى عَنِ النَّبِيِّ أَنّهُ قَالَ (٢): "لَيْسَ أَحَدٌ أَصْبَرَ على أَذَى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ، يَدْعُوْنَ لَهُ وَلَدًا، ويَجْعَلُوْنَ لَهُ صَاحِبَةً، وهو يَرْزُقُهُمْ، ويُعَافِيْهِمْ" أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ. وإِذَا كَانَ (٣) البَارِي ﷿ (٤) يَصْبِرُ عَلَى مَا يَقُوْلُ (٥) الجَاحِدُوْنَ والمُشْرِكُوْن، مَعَ قُدْرَتِهِ على إِهْلَاكِهِمْ وإِفْنَائِهِم، ومَنْعِهِمْ مِمَّا يَتَفَوَّهُوْنَ بِهِ، لِمَا سَبَقَ في عَلْمِهِ مِنَ الإمْلاءِ لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا، والأنْبِيَاءُ قَدْ صَبَرُوا عَلَى ما أُوْذُوا (٦) بِهِ، والصَّالِحُوْنَ قَد تَأَسَّوا بِهِم في ذلِك، فَالوَاحِدُ مِنَّا - مَعَ عِلْمِهِ بتَقْصِيْرِهِ في كلِّ مَعْنًى - لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَقْلَقَ لِكَلَمِةٍ تَسُوْءُهُ، وإِذَا كَانَ القِيَامُ بالذَّبِّ عَنْ أَهْلِ الحَقِّ دِيْنًا واحْتِسَابًا، فالصَّبْرُ على مَا يُصِيْبُهُ هو مِنْ تَمَامِ الاحْتِسَابِ، وقَدْ جَاءَ في


(١) رواه الحاكمُ (٣/ ٣٨٣)، والطَّبَرَانِيُّ في الكبير (٤/ ٧٥).
(٢) رواه البُخَارِيُّ (٦٠٩٩).
(٣) ساقط من (أ).
(٤) في (أ): "جلَّ وعزَّ".
(٥) في (ط): "ما يقول فيه … ".
(٦) في (أ) بياض، وفي (جـ): "فرقوا".