جُرَيْجٍ"، حِيْنَ كَانَ يَسْأَلُ عَطَاءً.
قَالَ عَبْدُ الله: قَالَ مُهَنَّى: لَزِمْتُ أَبَا عَبْدِ الله ثَلَاثًا وأَرْبَعِيْنَ سَنَةً، واتَّفَقنَا عندَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. ورَأَيْتُهُ بمَكَّةَ عندَ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وتِسْعِيْنَ (١).
قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَمِعْتُ مُهَنَّى يَقُوْلُ: صَحِبْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ، فَتَعَلَّمْتُ مِنْهُ العِلْمَ والأدَبَ، واكتَسَبْتُ بهِ مَالاً، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ اكتَسَبْتُ بهِ مَالاً؟ قَالَ: فَقَالَ: وُلِّيَ أَبُو مُوْسَى الأنْصَارِيُّ على الصَّدَقَاتِ، فَكَتَبَ العُلَمَاءُ، فَمَضَوا وأَخَذُوا، قَالَ: وجَاءَ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ في القَوْلِ، فَخَرَجَ مِنْهُ، فَلَمَّا كَانَ بعدَ ذلِكَ ضِقْتُ، فجئتُ إِلَى أبي عَبْدِ اللهِ، فَعَرَضَ عَلَيْهُ في القَوْلِ، فَخَرَجَ مِنْهُ، فَلمَّا كَانَ بعد ذلك ضِقْتُ، فجئتُ إلى أَبي عَبْدِ الله، فقلتُ لَهُ: اكْتُبْ لي إلَى أَبِي مُوْسَى في الغَارِمِيْنَ. فَلَمْ يَفْعَل، وَقَالَ: لو بَقِيَ الإنْسَانُ على كَذَا وكَذَا -لِشَيءٍ يَذكُرُهُ- مَا كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا، قَالَ: فَسَكَتُّ عَنْهُ مُدَّةً، قَالَ: ثُمَّ عَاوَدتُهُ الكَلَامَ، فَسَكَتَ عَنِّي، قَالَ: فَسَكَتُّ عَنْهُ مُدَّةً، قالَ: ثُمَّ عَاوَدتُهُ الكَلَامَ فَقَالَ: لَنْ أَفْعَلَ ولا أَفْعَلُ. قَالَ: فَلَمَّا قَالَ: لَا أَفْعَلُ، عَلِمْتُ أَنَّه لا يَفْعَلُ، فَسَكَتُّ عَنْهُ مُدَّةً، ثُمَّ أتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ لي عَلَيْكَ حُقُوْقٌ: حَقُّ الجِوَارِ، وحَقُّ الصُّحْبَةِ، وجَعَلْتُ أذكرُ لَهْ حُقُوقي عَلَيْهِ، وقَدْ قُلْتَ "لا أَفْعَلُ" فَأكتُبُ عن لِسَانِكَ كِتَابًا؟ قَالَ: فَقَالَ لِي: افْعَلْ، أنتَ أعْلَمُ، قَالَ. فَكَتَبْتُ عَنْ لِسَانِهِ، فَلَمَّا جِئْتُ بالكِتَابِ إِلَى أَبِي مُوْسَى أَنْكَرَهُ وقَالَ: أَحْمَدُ لا يَكْتُبُ في مثلِ هَذَا،
(١) بعدها في "تاريخ بغداد": "وكان معنا عند عبد الرزَّاق إسحاق بنُ راهوية وجماعةٌ".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute