للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بقصيدة مطولة، وهي قوله:

إليك أبا حيَّان أعملت أينُقي … وملت إلى حيث الركائب تلتقي

دعاني إليك الفضل فانقدت طائعًا … ولبَّيتُ أحدوها بمدحي المصدَّق

وآليتُ لا ألْوي على متعذِّرٍ … وفارقتُ حتَّى لم أبل بالتفرُّق

سريتُ ومسح الليل ما شقَّ جيبه … وأكمامُ نوَّار الرُّبى لم تفتَّق

وللشُّهب ألحاظٌ مراضٌ كأنَّما … يلاحظني من خلف سترٍ معلَّق

ومازلتُ أطوي شُقَّة الليل ناشرًا … لواءَ ولاءٍ بالثناء مخلَّق

وأستنشق الأرياح من كل وجهةٍ … وأشتاقها ما بين غربٍ ومشرق

ومنها في المدح قوله: شعر

تقيٌّ نقيٌّ طاهر الجيب مخلصٌ وما … كلُّ من يُعزى إليه التُّقى تقي

جوادٌ حوى غايات كل فضيلة … يقصِّر عنها عزم كل محلق

له مرتقىً في كلِّ يوم إلى علا … يقول له مهلًا إلى أين ترتقي

ولكنه يدنيه فرطُ تواضعٍ … ولا ضِعةٌ حاشاه دنو الموبق

أضاف إلى الخلق الوسيم خلائقًا … وسامًا وليس الخلق مثل التخلُّق

هو البحرُ علما والجواهر لفظه … وذو الفضل من يختارهنَّ وينتقي

تجمَّع فيه ما تفرق في الورى … وحسبك منه كل جمعٍ مفرق

وساحبة فوق السَّحاب ذيولها … بمدحٍ متى يعلق به الفم يعبق

أتتك أثير الدين خجلى وإنما … أثار الهوى منها جوىً غير ملحق

<<  <  ج: ص:  >  >>