بقصيدة مطولة، وهي قوله:
إليك أبا حيَّان أعملت أينُقي … وملت إلى حيث الركائب تلتقي
دعاني إليك الفضل فانقدت طائعًا … ولبَّيتُ أحدوها بمدحي المصدَّق
وآليتُ لا ألْوي على متعذِّرٍ … وفارقتُ حتَّى لم أبل بالتفرُّق
سريتُ ومسح الليل ما شقَّ جيبه … وأكمامُ نوَّار الرُّبى لم تفتَّق
وللشُّهب ألحاظٌ مراضٌ كأنَّما … يلاحظني من خلف سترٍ معلَّق
ومازلتُ أطوي شُقَّة الليل ناشرًا … لواءَ ولاءٍ بالثناء مخلَّق
وأستنشق الأرياح من كل وجهةٍ … وأشتاقها ما بين غربٍ ومشرق
ومنها في المدح قوله: شعر
تقيٌّ نقيٌّ طاهر الجيب مخلصٌ وما … كلُّ من يُعزى إليه التُّقى تقي
جوادٌ حوى غايات كل فضيلة … يقصِّر عنها عزم كل محلق
له مرتقىً في كلِّ يوم إلى علا … يقول له مهلًا إلى أين ترتقي
ولكنه يدنيه فرطُ تواضعٍ … ولا ضِعةٌ حاشاه دنو الموبق
أضاف إلى الخلق الوسيم خلائقًا … وسامًا وليس الخلق مثل التخلُّق
هو البحرُ علما والجواهر لفظه … وذو الفضل من يختارهنَّ وينتقي
تجمَّع فيه ما تفرق في الورى … وحسبك منه كل جمعٍ مفرق
وساحبة فوق السَّحاب ذيولها … بمدحٍ متى يعلق به الفم يعبق
أتتك أثير الدين خجلى وإنما … أثار الهوى منها جوىً غير ملحق