سمع الحديث، وحدّث، وتفقّه على مذهب الشافعي، ودرّس بمدرسة أبيه بمصر.
وكان تاركًا للمناصب الدّنيوية، مُحبًّا للتخلّي والانفراد، مؤثرًا لأهل الخير، وبنى رباطًا بمصر، ومضى على جميل وثناء جزيل.
ووَجَد والده عليه وجدًا كبيرًا، وعُمل له العزاء في مواضع من الديار المصرية.
وكانت وفاته بمصر، في ليلة تُسْفِر عن ثامن شعبان سنة اثنتين وسبعين وست مئة، ﵁ ورحمه.
٤٥ - أحمد بن علي بن نصر بن عمر القاهري المنعوت فخر الدين، ويعرف بابن السّوسي (١).
نسبه إلى جدّه لأمه، نبغ في الشعر، ونظم النظم البديع، ومدح الأعيان والأكابر.
وحدث بشيء من شعره، سمعت منه قصيدة مدح بها شيخنا قاضي القضاة أبا عبد الله ابن جماعة.
ومدح شيخنا أبا حيان بقصيدة اتّهمه فيها، فحلف أنها له، فامتحنه أن ينظم على وزن القصيدة التي أولها: قوله شعر
إليك إمام العصر جُبت المفاوزا … وخلّفت خلفي صبية وعجائزا
واقترح عليه أن تكون في الشطرنج، وأن يجعل قطعها جيشين، فغاب بعض يوم، وأتاه بقصيدة أولها، وهي قوله: قوله شعر
أعصر الدنايا لن ترى لي حاجزًا … إذا أنت بارزت العلى أن أبارزا
(١) انظر ترجمته في: أعيان العصر: (١/ ٣٠٠ - ٣٠١)، الدرر الكامنة: (١/ ٢٦١ - ٢٦٢).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute