ويُسهر أجفاني بوسنان أدعج … يحيّر فكري غنجه واحوراره
حكاني ضعفًا أو حكى منه موثقًا … وخصرًا نحيلًا غال صبري اختصاره
معنَّى بردف ما ينوء بثقله … فيا شدَّ ما يلقى من الجار جاره
على أن ذا مثرٍ وذلك معسر … ومن محنتي إعساره ويساره
تألّف من هذا وذا غصن بانةٍ … فراقت به أزهاره وثماره
تجمَّع فيه كل حسن مفرق … فصار له قطبًا عليه مداره
زُلالٌ ولكن أين مني وروده … ولَدنٌ ولكن أين مني اهتصاره
وسلسال راح صدَّ عني كناسه … وغودر عندي سكره وخماره
وبدر تمام مشرق الضوء باهر … لأفقي منه محقه وسراره
دنا ونأى فالدار غير بعيدة … ولكن بعدًا صده ونفاره
فقد آن للشمل الشتيت اجتماعه … وقد آن للقلب الكسير انجباره
وللمدنف المشتاق أن يبلغ المنى … ووالله ما شيء سواك اختياره
ويُنْبَزُ بما تنبز به الحكماء وأرباب المعقول.
ومولده بتونس، سنة أربع وستين وست مئة.
وتوفي بالقاهرة، ليلة الاثنين، في سابع عشر ذي حجة، سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة.
٤٨١ - محمد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن جعفر بن غنائم العلوي، المنعوت بالشمس، ويعرف بابن الجعفرية (١).
أديب فاضل شاعر.
(١) انظر ترجمته في: الوافي بالوفيات: (١/ ١٨١)، المقفى الكبير: (٧/ ٢١٣ - ٢١٤).