للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وتولى التدريس بالمدرسة الفخرية.

وكان عاقلًا لبيبًا، يجمع بين الضدَّين في الصحبة والمخالطة، ولا يُنسَبُ إليه شيءٌ.

وحكى لي القاضي أبو الطاهر إسماعيل السفطي قاضي قوص، أنه كان في جملة من كان في خدمة الشيخ عز الدين ابن عبد السلام حين أسقط من أسقط، وأن الرَّهج كَثُر، فكان آخر من أسقطه الشيخ عز الدين: محيي الدين ابن عين الدولة، ولكثرة اللغط لم يسمع، فقال الرضي: هذه شهادةٌ تعلَّقت بنا، والمذكور أخيرًا لم يسمع، فقال الشيخ: ابن عين الدولة، فنُقِلت إليه.

ثم مضت الأيام وتولى ابن عين الدولة القضاء، ولم يتعرَّض للرضي، فحضر إليه العَلَم ابن الهامة، وشكى منه، فقال له القاضي: خَلِّنا ورُح، فقال: يا مولانا يذكر المملوك شيئًا يتعلَّق بالذمَّة، هذا كَتَب على كُتُب وقف المدرسة اسمَه، وأصرف جامكية لشخص توفي من سنة، وآخر غائب مدَّة، فأرسل القاضي أحضره والحساب، وحُوقق، فضربه، وأسقطه، وأركبه حمارًا، فأُعْلم الصاحب بهاء الدين، فركب ولحقه في الطريق، فأنزله، وقد بلغ الكتاب أجله (١).

واللَّبيب يجتنبُ الشرور، ولكن لا حيلة في المقدور.

وكانت وفاته بالقاهرة، في شهر شوال سنة خمس وتسعين وست مئة، عفا الله عنه، ورحمة الله عليه.

٥٩٢ - أبو بكر بن محمد بن قاسم التونسي، ينعت بالمجد، الفقيه النحوي المقرئ (٢).


(١) تظهر العبارة هنا عامية المبنى والمحتوى، وقد درج الأدفوي، ، على نقل مثل هذه الاستعمالات الدارجة في كتابه هذا.
(٢) انظر ترجمته في: المقتفي: (٤/ ٣٤٢ - ٣٤٣)، ذيل تاريخ الإسلام: (١٦٥ - ١٦٦)، معجم الشيوخ الكبير: (٢/ ٤١٧ - ٤١٨)، العبر: (٤/ ٥٠)، معرفة القراء الكبار: (٣٩٦)، تاريخ ابن الوردي: (٢/ ٢٥٩)، مسالك الأبصار: (٢٧/ ٥٢٠)، الوافي بالوفيات: (٤/ ٢٥٠)، أعيان العصر: (٢/ ٣٢ - ٣٤)، مرآة الجنان: (٤/ ١٩٤)، غاية النهاية: (١/ ١٨٣ - ١٨٤)، توضيح =

<<  <  ج: ص:  >  >>