فاستصحبوا السَّادة الأنصار واقتتلوا … والشِّركُ ولَّى ومنه الحدُّ مفلولُ
ذلَّ الذين لغير الله قد عبدوا … بعزِّهم إذ همام الكفر مكبول
أين المفرُّ لمن في أذنهم قصرٌ … ممن سُيُوفهم منهم بها طول
إن الذين لدينِ الله قد جحدوا … أجسامهم بالضَّنا فيهم خراديلُ
كذا اليهود من التوراة قد عرفوا … محمدًا أنه المختار والسُّول
فلعنةُ الله عَمَّتهم بما كفروا … وهُم إلى الآن جيلٌ بعده جيلُ
ومزَّقتهم قريشٌ من أسنَّتها … وخيلُ أنصارهم ثم الأراجيلُ
لا يفخرونَ إذا نالوا عداتهم … ولا بهم هلكٌ في الحرب إن نيلوا
تأتي الوُفُود إلى أوطانِ بِشْرهم … يُموَّلون وبعد المال تأميلُ
هم الكرام فلا تُحصَى مآثرُهم … ولا حَديثهم إن طالَ مملولُ
تمَّت بحمد الله تعالى وحسن توفيقه.
وخمَّس "بانت سعاد" تخميسًا حسنًا، وله عدة قصائد في المديح.
قال الحافظ المنذري: سألته عن مولده، فقال: سنة خمس وسبعين وخمس مئة بمصر.
وتوفي بالقاهرة، في يوم الأربعاء سادس عشرين ذي قعدة، سنة سبع وأربعين وست مئة، رحمة الله عليه.
٥٩٤ - أبو السعود بن أبي العشائر بن شعبان بن الطيب الباذَبيني (١).
(١) انظر ترجمته في: صلة التكملة: (١/ ١٦٩)، تاريخ الإسلام: (٤٧/ ٢٦٢)، أعيان العصر: (٢/ ٤٠٦)، الوافي بالوفيات: (١٥/ ١٢١)، طبقات الأولياء: (٤٠٦ - ٤٠٧)، المواعظ والاعتبار: (٤/ ٣١٣)، النجوم الزاهرة: (٨/ ٢٨٣)، كنوز الذهب: (١/ ٤١٤)، حسن المحاضرة: (١/ ٥١٨)، طبقات الشعراني الكبرى: (١/ ١٣٧ - ١٤٠).