للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وله من قصيدة طويلة قوله: شعر

طرقت لولا تبسّمها … كاد جنح الليل يكتمها

ظبية لولا تأنُّسها … دِمية لولا تكلُّمها

ومحاسنه كثيرة.

قال: وكان كثير التواضع لا يُثبت لنفسه حقًا، جميل العشرة، يعظِّم الصغير والكبير، ولا يدَّعي معرفة شيءٍ، وكل من يلقاه كأنه دونه.

واستوطن في آخر عمره تونس، إلى أن توفي بها سنة سبع وثمانين وست مئة.

ومولده سنة خمس عشرة وست مئة، رحمة الله عليه.

٣٨٩ - محمد بن الحسين بن عبد الرحمن الأنصاري الجابري المحَلي، المكنى بأبي الطاهر الفقيه الشافعي (١).

كان عالمًا فاضلًا ديّنًا، صحب الشيخ أبا عبد الله القرشي، وولي خطابة جامع مصر.

روى عنه الحافظ المنذري، وكان شرابيًا (٢)، فطُلب ليولى قضاء القضاة بالديار المصرية، فامتنع، وطلع أعيان من المصريين ليتلقوه، فلما رآهم قال: رجل شرابي، ويحكى عنه كرامات، وبه تخرج الجمال يحيى، وغيره من الفضلاء.

قال المنذري: سمعت الإمام أبا طاهر يقول: سمعت الشيخ أبا عبد الله محمد بن أحمد القرشي يقول: سمعت أبا الربيع يقول: ثلاثة لا أطيق مكافأتهم: رجل أَمَّ بي في صلاة، ورجل أكل طعامي، ورجل سألت عن مسألة فبادرني بالجواب.


(١) انظر ترجمته في: التكملة لوفيات النقلة: (٣/ ٤٢١ - ٤٢٢)، نهاية الأرب: (٢٩/ ٢١٥)، تاريخ الإسلام: (٤٦/ ١٦٥)، طبقات الشافعية الكبرى: (٨/ ٨)، توضيح المشتبه: (٢/ ١٢٨)، المقفى الكبير: (٥/ ٥٨٥ - ٥٨٧)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: (٢/ ٨٣ - ٨٤).
(٢) أي كان يبيع الأشربة في حانوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>