قُم نقترع بكر المدامة بُكرةً … في روضةٍ حَسنتْ ورَاقت منظرا
فالرَّاحُ سيفٌ قاطعٌ لهمومنا … أو ما تراهُ بالحبابِ مجوهَرا
وأنشدني أيضًا لنفسه قوله: شعر
جَلا مسواكُ ثغرك خير دُرٍّ … فجلَّ بذاكَ واكتسبَ المزايا
وأنشد صحبهُ تيهًا وفخرًا … أنا ابنُ جلا وطلَّاعِ الثنايا
ولد بالإسكندرية، في ثامن عشرين شهر رمضان، سنة ست وسبعين وست مئة في ما أخبرني به.
وتوفي بها، في سنة أربع وثلاثين وسبع مئة، رحمة الله عليه.
٥٦٨ - يوسف بن أحمد بن قطنة المصري (١).
كان شاعرًا.
له نظم جيّد، يمدح الوزراء والأعيان.
نقلتُ من خطّه قصيدة يمدح بها الصاحب تاج الدين ابن الصاحب فخر الدين ابن الصاحب بهاء الدين، أولها قوله:
حيَّا فأحيا للأنام نفوسَا … وأدار من خمر الرُّضاب كؤوسَا
بدرٌ أماط لثامه عن وجهه … فأراك أقمارًا به وشموسا
منعَ الغُصون بقدِّه وبلينه … أن تَنثني بين الرُّبى وتميسا
كم ذَا أطعتُ هواي فيه صبابةً … وعصيتُ في سلوانه إبليسا
ما غاب عن طرف المحبِّ خياله … إلا وأطلق دمعَه المحبوسا
(١) انظر ترجمته في: الوافي بالوفيات: (٢٩/ ٤٣).