للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فما داناها مدانٍ في عصرها، والسّعادة الأبدية قد فرغ منها، والمقادير الإلاهية لا محيدَ عنها، فقلت: شعر

تأمَّلِ في الدُّنيا جميعًا فَما تَرَى مَثِيلًا … لَهُم في ما حَوَوْهُ من الفضلِ

وقِس بِهم مَن قَد رَأيْتَ مِنَ الوَرَى … يَلُح لَك حال الفَرْق في القَول والفِعْل

ألَم تَر أنَّ المرْءَ يُعرَفُ قَدرُه … بأمْثَالِه وَالشَّكْلُ يُعرَف بِالشَّكْلِ

واستيعاب معالي [الآباء] (١) والجدود تحوج إلى أن تخرج عن الاختصار المقصود.

سمعتُ شيخنا قاضي القضاة أبا عبد الله محمد ابن الشيخ برهان الدين المترجم، ، يحكي أنه رأى شخصًا عليه ثياب بيض قصار، وعمامته ملمَّسة بعذبة لطيفة طائرًا، فحكى ذلك لوالده، فقال له: هذا من عبَّاد مصر، ولما قصد الشيخ برهان الدِّين التوجه إلى بيت المقدس ودَّع أهله وداع من لا يعود إليهم، وأعلمهم أنه لا يقدم بعد ذلك عليهم، ثم توجَّه إلى القدس الشريف، فانقضت به مدَّته وكانت به تُربَتُه، بعدما أقام به مدَّة، وهو على العبادة قد أكبَّ، إلى أن أتته منيَّته كما أحبَّ.

وكانت وفاته في يوم الأضحى سنة خمس وسبعين وست مئة، ومولده بحماة في يوم الاثنين منتصف شهر الله رجب الأصم، من شهور سنة ست وتسعين وخمس مئة.

٢ - إبراهيم بن سَهْل الإسرائيلي الأسْلَمِي الأندلسي، الأديب الشاعر الماهر الناظم الناثر (٢).


(١) في الأصل: الأبناء، ولعل المثبت هو الصواب.
(٢) انظر ترجمته في: المغرب في حلى المغرب: (١/ ٢٦٩ - ٢٧٠)، رايات المبرزين: (٧٦ - ٧٧)، تحفة القادم: (١٤٣)، تاريخ الإسلام: (٤٧/ ٣٠٦ - ٣٠٧)، و (٤٨/ ٣٨٢ - ٣٨٣)، فوات الوفيات: (١/ ٢٠ - ٣٠)، الوافي بالوفيات: (٦/ ٥ - ١٠)، المنهل الصافي: (١/ ٦٧ - ٦٨)، نفح الطيب: (٣/ ٥٢٢ - ٥٢٧)، شذرات الذهب: (٧/ ٤٢٢ - ٤٢٣)، كشف الظنون: (١/ ٧٦٣)، هدية العارفين: (١/ ١١)، معجم المطبوعات: (١/ ١٢٣)، الأعلام: (١/ ٤٢ - ٤٣)، معجم المؤلفين: (١/ ٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>