٣٢٨ - عمر بن عبد الوهاب بن خلف بن بدر العلامي، المنعوت بالصدر، قاضي القضاة ابن بنت الأعز الفقيه الشافعي النحوي (١).
سمع من الحافظين عبد العظيم المنذري، والرشيد العطار.
وولي القضاء بالديار المصرية، فسار فيه السيرة المرضية، وشدَّد وسدَّد، ورشَّد وأوسد، وأبرق فيه وأرعد، ورسم أن لا يجلس أحدٌ إلا بعد ظهور سيرته وثبوت عدالته.
قال لي القاضي سراج الدين يونس بن عبد المجيد الأرمنتي: دخلت عليه فقال: يا فقيه، ما أعرفك ولا يضرك أن لا أعرفك، وربما كان الشاهد خيرًا من القاضي، وكان محسنًا إلى طلبة العلم، يتفقدهم ويبرُّهم.
قال لي القاضي نجم الدين القمولي: كان مدرسًا بالصالحية، وكُنَّا بها، فكان في الليل يدقُّ أبوابنا ويعطينا الدراهم، وكان مهيبًا، وقورًا، حتى إن والده كان يتحدث عنده جماعة، وربما حصلت منه أو منهم بسطة، فإذا سمع بولده هذا يأتي إليهم، قال: اسكتوا عمر قد جاء.
وصَعُب على الناس وأهل الدولة أمره، والحقُّ مرٌّ، فصُرِف عن القضاء، وليس صرفه يضرُّ، واستمر على حالته من العلم والدين، متحليًا بما يزين، متخليًا عمَّا يشين، إلى أن قبضت روحه وضمَّه ضريحه، في يوم الخميس عاشر شهر المحرم، سنة ثمانين وست مئة.