للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

سمع الكثير، ورحل في طلب الحديث، وخرَّج التخاريج الحسنة، وكان متقنًا ثقة.

وتولَّى تدريس الحديث بالجامع الحاكمي، ودرَّس الفقه بالصالحية بالقاهرة، والجامع الطولوني.

وشرح جملة من "سنن أبي داود" شرحًا جيدًا، وقطعة من المقنع (١) في مذهبه، ولم يكمله، أتى فيه بنقول كثيرة ومباحث جليلة، ولو كَمُل لكان يُنْتَفع به انتفاعًا كثيرًا.

وتولَّى القضاء بالديار المصرية، فسار فيه سيرة مرضية، وكان فيه متيقظًا محتاطًا محترزًا، وقدَّم الفضلاء والنبلاء من كل طائفة.

وكان متمذهبًا بالمذهب المعروف؛ قال لي القاضي شمس الدين ابن القماح: تكلمت معه في ذلك، فقال: كلما يلزم القول بالجهة أقول به.

وحكى لي بعض أصحابنا أنه دخل المدرسة الكاملية ليجتمع بالشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد، فلما رآه الشيخ قام، وقال: داعية، ولم يجتمع به.

ولم يكن من حارثيَّة.

توفي بالقاهرة، سحر الأربعاء رابع عشر ذي حجة، سنة إحدى عشرة وسبع مئة.

٥١٧ - مسعود بن سعيد بن يحيى الجيزي، المنعوت بالسعد، المعروف بابن الحمامية، الصوفي الأديب (٢).

سمع من الحافظ العطار، وصحب أبا الحسن الونائي من أصحاب أبي الحسن ابن الصباغ.

وكان شيخًا حسنًا، مليح المحاورة، حسن المحاضرة، يكتب الخط الحسن.

وكان واسع الصدر، كثير الاحتمال؛ حكى لي صاحبنا محمد بن الحسن المعروف بابن


(١) شرحه من باب العارية آخر باب الوصايا، منه نسخة بدار الكتب المصرية برقم ٥٥٠/ ١.
(٢) انظر ترجمته في: المقتفي: (٤/ ٤١٠)، أعيان العصر: (٥/ ٤٢٧ - ٤٢٨)، ذيل التقييد: (٢/ ٢٧٨)، الدرر الكامنة: (٦/ ١١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>