قالوا فلانٌ قد أزال بهاءه … ذاك العذار وكان بدر تمام
فأجبتهم بل زاد نور بهائه … ولذا تزايد فيه فرط غرامي
استقصرت ألحاظه فتكاتها … فأتى العذار يمدها بسهام
وكان في غاية المكارم والجود؛ حكى لي الأستاذ أبو حيان، قال: حكى لي أبو العباس الجزائري النحوي بمسجد علي بن زياد، أنه غسل رجلي ابن أبي الفضل بماء سخن ونخالة، فقال: ارفع البساط وخذ ما تحته، فوجدت أربعين دينارًا، فأخذتها.
ومسَّه ابن مَسْدي على عادته بعد تعظيمه، وقال: ليتني لم أقف له على قصة، ولم أتجرع له غصَّة.
ولد بمرسية، سنة سبعين وخمس مئة.
وتوفي بين العريش وغزة، سنة خمس وخمسين وست مئة.
٤٢٩ - محمد بن عبد الله بن محمد أبو المجد ابن أخي أبي العلاء، القاضي الأديب الشاعر (١).
ذكره ابن سعيد، وأورد من نظمه قوله:
رأيتك في نومي كأنك معرضٌ … ملالًا فداويت الملالة بالتَّرك
وأصبحت أبغي شاهدًا فعدمته … فعدت وغلَّبت اليقين على الشك
وعهدي بصحف الود تنشر بيننا … فإن طويت فاجعل ختامك بالمسك
لئن كانت الأيام أبلت جديدها … جديدي وردت من رحيب إلى ضنك
فما أنا إلا السيف أخلق جفنه … وليس بمأمون الغرار على الفتك
(١) انظر ترجمته في: معجم الأدباء: (١/ ٢٩٧ - ٢٩٨)، معجم البلدان: (٢/ ٣٠٩)، إعلام النبلاء: (٤/ ٩٢)، الأعلام: (٦/ ٢٢٨)، معجم المؤلفين: (١٠/ ٢٤٣).