للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال: وكان على حال جليل من الصيانة والخير والأمانة، حتى قدَّمه أهل بلده إمامًا بالجامع الأعظم، وكان حقيقًا بأن يقدَّم، وكنتُ أرغب في مجالسته والاستفادة من منازعته وملاطفته، وكان كريمًا.

قال: ورأيته مرة وقد جاءه وكيله بشيء من ماله، وأعطاه فضة، فقال الوكيل: أنا غريب حتى تعطيني، فقال: يا ولدي هذه عادتي في كل شهر مع من يأتي به كائنًا من كان، وأخاف إن تركت العطاء في هذه المرة تصير لي عادة بالإمساك ويطيب لي.

قال: ولما بايع أبو العلاء لنفسه بإشبيلية، كتب إليه أبو بكر هذه الأبيات، وهي قوله: شعر

والله ما أدري بما أتوسَّل … إذ ليس لي ذاتٌ بها أتوصَّل

لكن جعلت مودَّتي هي خدمتي … لعُلاك أحظى شافع يتقبَّل

إن كنتُ من أدوات زهرٍ عاطلًا … فالزُّهر منهنَّ السّماك الأعزل (١)

قال: وبلغني وفاته في سنة خمس وثلاثين وست مئة، عفا الله عنه.

٤٦٦ - محمد بن المبارك بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن الخلّ، يكنى أبا الحسن، الفقيه الشافعي (٢).

سمع الحديث من ابن البطر وطبقته، ودرس المذهب، والخلاف، والأصول، والجدل، على أبي بكر أحمد بن محمد الشاشي.


(١) انظر اختصار القدح المعلى: (١٥٠ - ١٥١).
(٢) انظر ترجمته في: المنتظم: (١٨/ ١٢٢ - ١٢٣)، طبقات ابن الصلاح: (١/ ٢٤٤ - ٢٤٥)، وفيات الأعيان: (٤/ ٢٢٧ - ٢٢٨)، تاريخ الإسلام: (٣٨/ ١٠١ - ١٠٣)، سير أعلام النبلاء: (٢٠/ ٣٠٠ - ٣٠٢)، العبر: (٣/ ١٩)، المستفاد: (٣٦)، الوافي بالوفيات: (٤/ ٢٦٩ - ٢٧٠)، طبقات الشافعية الكبرى: (٦/ ١٧٦ - ١٧٧)، طبقات الإسنوي: (١/ ٢٣٣ - ٢٣٤)، البداية والنهاية: (١٢/ ٢٣٧)، طبقات الشافعيين: (٦٥٠ - ٦٥١)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: (١/ ٣٢٤ - ٣٢٥)، النجوم الزاهرة: (٥/ ٣٢٧)، شذرات الذهب: (٦/ ٢٧٢ - ٢٧٣)، هدية العارفين: (٢/ ٩٣)، الأعلام: (٧/ ١٧)، معجم المؤلفين: (١١/ ١٧٠ - ١٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>