للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال ابن سعيد: ذكر لي الشهاب القوصي أنه ورد إلى دمشق، وذكر من نظمه قوله:

إذا ما غرست الجميل بأرض … فلا تُعطشنها يفتك الثمر

ولا تفسِدَنْهَا بمنٍّ فقد … ترى المنَّ مفسدة للشَّجر

وقوله في الموز:

موزٌ حلا فكأنه … عسلٌ ولكن غير جارِ

يحكي إذا قشَّرته … أنياب أفيلةٍ صغارِ

وله في صبيّ أعور، قوله: شعر

لم تذو إحدى مقلتيه وإنما … كملت بذاك ملاحة التشبيه

فكأنه رامٍ يغمَّض عينه … ليصيب للغرض الذي يرميه

ولد بحاني (١)، سنة أربع وستين وخمس مئة.

وتوفي بدمشق، سنة خمس وثلاثين وست مئة.

٤٦١ - محمد بن عيسى الخزرجي المالقي، المكنى بأبي بكر (٢).

كان فاضلًا نحويًا، زاهدًا عابدًا، مشتغلًا بنفسه، متخليًا عما في أيدي الناس، يأكل من كسب يده، ولا يقبل شيئًا من أحد، ثقة صدوقًا، وله يد في الأدب والمعقول.

كان ابن التلمساني يقرأ عليه النحو، وهو يقرأ عليه المعقول، فكان التلمساني يأتي إليه مبكرًا فيقرأ عليه، ثم يقول له: يقرأ سيدنا درسه؟ فيقول: لا، حتى تتوجه إلى بيتك وأجيء إليك وأقرأ عليك.


(١) يقال: حيني وحاني، وهي من مدن ديار بكر.
(٢) انظر ترجمته في: صلة التكملة: (١/ ٢٧٩)، تاريخ الإسلام: (٤٨/ ١٠٩)، بغية الوعاة: (١/ ٢٠٦)، نفح الطيب: (٢/ ٢١٢ - ٢١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>