الفخر، فأهان المديرين، فشق على البالسي، وانزعج وتكلم في ذلك الوقت، وكتب محضرًا، وجرى في ذلك كلام، ولوطف وسئل أن يجتمع بالفخر، فلم يفعل، فطلب مرة من قاضي القضاة القزويني قضية فتوقف، وكان ينوب عنه بمصر، فصرف نفسه، ثم استرضي وعاد إلى النيابة.
وكان إذا سُئل في قضاء حاجة بادر إلى قضائها.
سكنه بمدرسة طيبرس، فطلبت منه كتابًا من وقف المدرسة المعزّية، فرجع إلى المعزية من دار النحاس بمصر، وأخرج الكتاب وأرسله إلي.
وكان موثرًا مع ضيق الحال، قانعًا باليسير، متقللًا في المأكل والملبس.
ودارت عليه الفتوى بمصر، واشتغل طلبة مصر عليه، وانتُفِع به، ومضى على جميل، متبوعًا بالثناء الجزيل.
ومولده سنة ستين وست مئة.
وتوفي بمصر، في ليلة تسفر عن رابع عشر المحرم، سنة تسع وعشرين وسبع مئة، عفا الله عنه.
٤٣٩ - محمد بن علي بن الحسن الواسطي، المعروف بابن أبي الصقر (١).
كان فقيهًا على مذهب الشافعي، كاتبا أديبًا.
سمع الحديث ببلده، وتأدَّب بأبي الحسن محمد بن الجيشي النحوي، وأخذ عن أبي