وانزعج، ورسم للوزير أن لا يتعرض لشيء يتعلق به، وخرج الوزير يحجبه، فلم يلتفت إليه ولا سلَّم عليه.
وقال الشيخ بهاء الدين ابن سلامة المذكور: أنشدني لنفسه قوله: شعر
لقد صيغ في صدر الخلافة سيِّدٌ … من الحلم والإفضال والعلم والنُّهى
له عند بثِّ المكرمات مواهبٌ … تريك ضياء الشمس أخفى من السُّهى
قال: وأنشدنا الطوسي، قال: أنشدنا الإمام محمد بن يحيى النيسابوري لنفسه قوله: شعر
وقالوا يصير الشعر في الماء حيَّة … إذا الشمس لاقته فما خِلْتَه صدقا
فلما التوى صدغاه في ماء وجهه … وقد لسعا قلبي تيقنته حقَّا
وهذان البيتان نُسِبا لغيره.
وكان الطوسي كثير الإنكار على الشيخ أبي عبد الله القرشي، وينهى العماد السكري عن الاجتماع به، وكان القرشي يأمر العماد بملازمة الطوسي، ولما اشتد نكيره، قال بعض أصحاب القرشي له: لم لا تدعو عليه، قال: وجدت العلم حائلًا بيني وبينه.
ولد بطوس، سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة.
وتوفي بمصر، في ذي قعدة، سنة ست وتسعين وخمس مئة، عفا الله عنه.
٤٨٥ - محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن البغدادي، المنعوت بالمحب ابن النجار (١).