للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فقال: ما صرفته، هو عزل نفسه، فقال: فلم لا يعيده سيدنا؟ فقال: هو جرى على الإثبات، واستمرّ على العزل إلى أن مات.

وتولّى الحسبة بمصر إلى حين وفاته، وكان مُحبًّا للعلم ملازمًا للاشتغال، رأيته وبه وجع المفاصل، وهو يَفرَق من الثوب يلمس جسمه، وبين يديه كتاب ينظر فيه، وهو مكبوب على وجهه يطالع، وكان كثير الصدقة، وقف وقفًا على درس بالجامع العتيق بمصر، ومضى على جميل.

وكانت وفاته بمصر، ليلة الجمعة ثامن عشر رجب سنة عشر وسبع مئة.

٥٨ - أحمد بن محمد البلْويّ، أبو القاسم الإشبيلي الكاتب الأديب (١).

ذكره ابن سعيد، وقال: هو كاتب شهير المكانة في الصناعة، أديب غير مُزْجَى البضاعة، صنّف كتابًا في رسائل كُتّاب عصره، وترجم فيه بخبره عن خبره.

واشتهرت قصيدته التي مدح بها أبا العلاء، حين جلس للهناء بقبّة وادي إشبيلية، وقد جاءت البشائر بقتل البيّاسي، وأولها قوله: يا هبة السّعد هذي قُبّة الوادي (٢).

قال: ولم ألق من يحفظها، قال: وأنشدني لنفسه وهو في بيته كأنه في رمسه، شعر قوله:

لمن أشكو مصابي في الرزايا (٣) … وما ألقى سوى رجل مصاب

أمور لو تدبّرها حكيم … لعاش مدى الزمان أخا اكتئاب

أما في الدّهر من أفشو إليه … بأسراري فيؤنس بالجواب


(١) انظر ترجمته في اختصار القدح المعلى: (١٢٠ - ١٢٢)، وذكره المقري في نفح الطيب: (٣/ ٣٢٥).
(٢) في اختصار القدح المعلى: يا هبّة السعد هُزّي قبة الوادي.
(٣) في اختصار القدح المعلى ونفح الطيب: البرايا.

<<  <  ج: ص:  >  >>