قَبَّل مواقع الأنامل، وقابل الطود بالشكر الوافر الكامل، وحنَّ إلى اللقاء حنين الظمآن إلى عذْب الماء، ولكن دون كلِّ خيرٍ مانع، وإذا اعتاضت المقادير فما أنا صانع.
وكتب إليه الصاحب: شعر
أيا ابن النَّبي المصطفى من نمائه … إلى بنته الزهراء أبناؤها الزُّهر
أتاني قريضٌ منك أحلى من المنى … وأعذبُ من وصلٍ تقدَّمهُ هجرُ
فلله ما أهديت لي من بلاغةٍ … أدرٌّ من البحر الخضم أم الدرُّ
وليس ببدع حوزك الفضل يا ابنه … وقِدْمًا على آبائكم نزل الذكر
أبوكم عليٌّ كان أفصح خاطبٍ … وفيك بحمد الله قد ظهر السرُّ
لئن حال من دون العيان موانعٌ … فمالك عن قلبي حجابٌ ولا سترُ
ثم قال: وقف الخادم على المشرفة الكريمة الموجزة، والتواليف المبدعة المعجزة، فقبَّل الرقعة ولثمها، وشكر نقشها وقلمها، وطالع التواليف وفهمها، وسرَّح طرفه في موادها، وأنال نفسه منها غاية مرادها، ووجدها وجيزة الأمثال غزيرة الإمثال، سديدة المقال بعيدة المنال، قاضية بالاطلاع، شهيدة لمؤلفها بالفضل والاضطلاع، وإنَّ دهرًا لا يسمح له بمطالبه ولا يجنح إلى رفع منازله ومراتبه لحقيقٌ أن يُذمَّ ويعاب، وخليقٌ بأن يوصف بعدم الإصابة، وأنه مصاب. رحمة الله عليه.
٥٢٤ - مُكَرَّم بن رضوان بن أحمد الأنصاري المصري، المكنى بأبي العز، ويعرف والده بابن المغربية (١).