وأخبرني أنه ولد بالحلّة، في ثامن عشرين شوال، سنة تسع وأربعين وخمس مئة.
وتوفي يوم الأربعاء، العشرين من ذي قعدة، سنة اثنتين وأربعين وست مئة.
وقال غير المنذري: سنة إحدى.
٤٤٢ - محمد بن علي ابن عسكر الغسَّاني المالقي، المكنى بأبي بكر، الفقيه المالكي القاضي (١).
تولَّى القضاء ببلده، وكان عالمًا متفننا أديبًا.
ذكره ابن سعيد في "التاريخ الصغير"، وبالغ في الثناء عليه، وعلى فضله، والشهادة له بتقدمه في الفنون ونبله.
وقال: عهدي به في بلده ورئاسته الفتوى والحكم بها في يده، ومجلسه منتدى الأعيان، ومرتقى فلان وفلان، وهو يقرئ كل فن، ولا ينفصل عنه طالب علم إلا انفصال الخليع عن الدنّ، وانتفعت به وبكتبه وعلمه، ورغبت إليه أن ينشدني شيئًا من غزله، وكان لا يتظاهر به ولا يبديه إلا أنه لا يخلو منه، لما جعله الله فيه وركبه في طباعه من الرقَّة واللطافة، وسلب عنه من الغثاثة والكثافة، فأنشدني وقال: حسبك مني واكتمه بفضلك عني، فقال قوله: شعر
أهواك يا بدر وأهوى الذي … يعذلني فيك وأهوى الرَّقيب
والجار والدار ومن حلَّها … وكل من مرَّ بها من قريب
ما أن تنصَّرت ولكنني … أقول بالتثليت قولا غريب
(١) انظر ترجمته في: اختصار القدح المعلى: (١٣٠ - ١٣١)، مطلع الأنوار: (١٧٥ - ١٩٢)، تكملة الصلة: (٢/ ١٣٩ - ١٤٠)، الذيل والتكملة: (٦/ ٤٤٩ - ٤٥٢)، تاريخ الإسلام: (٤٦/ ٣٠٥)، سير أعلام النبلاء: (٢٣/ ٦٥ - ٦٦)، الإحاطة في أخبار غرناطة: (٢/ ١٠٣ - ١٠٦)، المرقبة العليا: (١٢٣)، طبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة: (١٣٥)، بغية الوعاة: (١/ ١٧٩ - ١٨٠)، هدية العارفين: (٢/ ١١٣)، الأعلام: (٦/ ٢٨١)، معجم المؤلفين: (١١/ ٧). وفي جميع المصادر يكنى أبا عبد الله.