كتاب البدر السافر عن أنس المسافر

وقال يرثي أبا القاسم ابن حُبَيْش الخطيب (١)، بقوله:

يا سرحة العلم التي لما ذوت … طُمست عيونٌ بعدها وعيون

ما كنت إلّا الشَّمس يجهل قدرها … من لم تعاوده ليالٍ جون

إيهٍ ثمالَ الطالبين وظلَّهم … كلُّ المصائب ما عداك تهون

ومنها:

يأيها الروح المقدَّس لم تفِض … إلا لتسعف فيك حور عين

لله نعشك يوم حملك إنّه … لجميع أشتات العلوم ضمين

ومنها:

هذي المنابر باكياتٌ بعده … فلها عليه زفرة وأنين

ولطالما طربت به حتى تُرى … عيدانها قد عدن وهي غصون

غضبانُ في حق رفيقٌ بالورى … كالسَّيف فيه مع المضاءِ اللين (٢)

توفي بمراكش، سنة ثمان وست مئة، ﵀.

٢٧٣ - علي بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد اللَّه بن أحمد بن الميمون القيسي، المصري المولد، الفقيه المالكي، المنعوت بالتاج، المعروف بابن القسطلاني (٣).

سمع الكثير من الجم الغفير، وروى عن زاهر بن رستم، ويحيى بن ياقوت،

(١) هو أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه الأنصاري القاضي الألميري، يعرف بابن حبيش، الفقيه المحدث الأديب الخطيب، مات سنة ٥٨٤ هـ. بغية الملتمس: (٣٥٧ - ٣٥٨)، تكملة الصلة: (٣/ ٣٤ - ٣٦).
(٢) انظر تحفة القادم: (١٥٤ - ١٥٥).
(٣) انظر ترجمته في: ذيل مرآة الزمان: (٢/ ٣٧١ - ٣٧٢)، مشيخة ابن جماعة: (١/ ٤١٧ - ٤٣٣)، المقتفي: (١/ ١٦٤)، تاريخ الإسلام: (٤٩/ ٢٠٠ - ٢٠١)، العبر: (٣/ ٣١٣)، الوافي بالوفيات: (٢٠/ ١٢١)، عيون التواريخ: (٢٠/ ٣٥٥ - ٣٥٦)، مرآة الجنان: (٤/ ١٢٤)، ذيل التقييد: (٢/ ١٧٩)، النجوم الزاهرة: (٧/ ٢٢٣)، كفاية المحتاج: (ص ٣٤)، شذرات الذهب: (٧/ ٥٥٦).