ومن ذهبت بجدَّته الليالي … فلا عجبٌ إذا أضحى خليعا
ولد سنة اثنتين، وقيل أربع وست مئة.
وتوفي بالقاهرة، في تاسع عشرين رجب، سنة خمس وثمانين وست مئة، عفا الله عنه.
٤٣٧ - محمد بن عثمان القاهري، المعروف بابن بنت أبي سعد، المنعوت بشرف الدين (١).
كان فقيهًا شافعيًا، فاضلًا، مشاركًا في فنون؛ من أصول، ونحو، ولغة، وأدب، وقرأ النجوم، وغير ذلك.
وله شعر، حدَّث بشيء منه.
روى عنه أصحابنا، وزين الدين عمر الدمشقي.
ومن شعره ولم أر مثله في هذا النوع، وهو قوله: شعر
إن شعري قد حطَّ سعري حتى … صار قدري كمثل قدر الهلال
ثم نحوي جرَّ المكاره نحوي … فاعتراني منها كلسع الهلال
وأصول الفروع حثَّت وصولي … لمرامي فبعده كالهلال
وأصول الكلام منها كلامي … فتخلَّفت في الورى كهلال
ثم رجزي قد جرَّ زجريَ حتّى … رَبَّط الذلُّ بي كربط الهلال
وعروضي قد حطَّ قدر عروضي … فرماني صحبي كرمي الهلال
ثم طبّى لأجله زال طيبي … وأتاني بمثل طعن الهلال
وبياني قد جبَّ كسب بناني … بعد صيدي به كصيد الهلال
(١) انظر ترجمته في: المقتفي: (٢/ ٤٢٠)، تاريخ الإسلام: (٥٢/ ٢٧٢ - ٢٧٣)، طبقات الشافعية الكبرى: (٨/ ٧٦ - ٧٨)، طبقات الإسنوي: (١/ ٣٤٨) وفيه: مات في حدود ٧٤٠ هـ، المقفى الكبير: (٦/ ٢١٦ - ٢١٧).