للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وبرع في المذهب، وصنَّف، واعتنى بنقل نصوص الشافعي، وله يد باسطة في الخلاف والجدل، وكان ورعًا متقشفًا.

صنَّف كتاب "التوجيه في شرح التنبيه"، شرحًا ليس بطائل، وهو أول من شرحه، وانفرد في وقته بالفتوى بالمسألة الشريحية، وكان يكتب خطًا حسنًا حتى كثرت عليه الفتاوى لأجل خطه، فكسر القلم وصار يكتب بقلم مكسور.

روى عنه ابن السمعاني.

مولده عاشر ربيع الآخر، سنة خمس وسبعين وأربع مئة، يوم الأربعاء.

وتوفي يوم الأربعاء، خامس عشر المحرم، سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة.

وله نظم؛ قال أبو البركات قاضي أسيوط: أنشدني لنفسه قوله: شعر

قولا لناديهم حُيِّيت من نادي … وإن بخلت بإسعافي وإسعادي

يا موطنًا حلَّ فيه من كلفت به … بلغه عني سلام المدنف الصَّادي

بلِّغه عني بأني بعد فرقته … ماء الشؤون شرابي والضنى زادي

ما كنتُ أحسب في أيام وصلكم … أن الجفا والنَّوى والبين ميعادي

يا منية النفس لا تنسى مودة من … في قلبه منك همٌّ رائحٌ غادي

جودي له بسلامٍ يستعين به … على صبابته يا بانة الوادي

٤٦٧ - محمد بن محمد بن عمر بن محمد النعماني أبو الفتح، المعروف بابن الأديب البغدادي (١).

قرأ الأدب، وصحب الفضلاء، وصار شاعرًا مليح الشعر، وكتب الخط الحسن. قال ابن النجار: كان من محاسن الناس وظراف البغداديين.


(١) انظر ترجمته في: تاريخ الإسلام: (٣٨/ ٣١٤ - ٣١٦)، الوافي بالوفيات: (١/ ١١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>