للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وكان شيخنا أبو حيّان حسن الاعتقاد فيه، مُعظِّمًا له، بحيث يقول: لو قال لي أني طرت لصدَّقته، ويقول: الذين رأيتهم واعتقدت فيهم الصلاح أربعة، ويذكرهُ منهم.

قال: وقال لي بعض الأعيان: نحن إذا لم نُسْقَ استقينا بشيخك.

وكان ينظر في مصالح طلبته ويشتهي لهم الخير، وذَكر أنه كان بغرناطة أبو عبد الله التُّطِيلّي شاعر الأندلس، فنظمت شعرًا وذكرته له، فسخَّف عليَّ، فذكرت ذلك للأستاذ، فقال: لا ترجع إليه وانظم واعرض عليَّ، واختار لي من شعر أبي تمّام ثمان مئة بيت، وقال: احفظها، فحفظتها وصرت أنظم وأعرض عليه، حتى مدحت السلطان ابن الأحمر بقصيدة أولها قوله:

هو الملك لا تحميه إلا القواضبُ … وبأسٌ كما عاف الهزبر المغاضبُ

فقال لي: أنشدها للتُّطيلي، فمررت عليه وهو متكيءٌ، فأنشدته القصيدة فجلس، وقال: هذا نفسُ حَبِيب (١)، درستَ شيئًا من شعره؟ فقلت: نعم.

وهو أحد من عمّ نفعه وانتشرت تلامذته، ولنا منه نسبة، فإنه شيخ شيخنا، فرحمه الله تعالى برحمته الواسعة.

٢٣ - أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن جعفر بن أحمد بن هشام الأموي القِمّنيّ، ينعت علم الدين الفقيه الشافعي (٢).

كان فاضلًا مفتيًا، وكان ضريرًا يُكتَب عنه إذا اسْتُفْتي.


(١) هو الشاعر أبو تمام حبيب بن أوس بن الحارث الطائي (ت ٢٣١ هـ).
(٢) انظر ترجمته في: تاريخ الإسلام: (٥١/ ٢٥٥)، الوافي بالوفيات: (٦/ ١٣٧ - ١٣٨)، نكت الهميان: (٦٦ - ٦٧)، طبقات الشافعية الكبرى: (٨/ ٥)، المقفى الكبير: (١/ ٣٤٥)، المنهل الصافي: (١/ ٢٠٩ - ٢١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>