كتاب البدر السافر عن أنس المسافر

توفي في يوم الثلاثاء، خامس عشر المحرم، سنة خمس وتسعين وست مئة، عفا الله عنه.

٤٣٨ - محمد بن عقيل بن أبي الحسن بن عقيل البالسي، المنعوت بالنجم (١).

أحد أعيان الشافعية وفضلائها، وكان دينًا متورعًا، كبير المروءة، كثير الفتوة، جوادًا سخيًا.

سمع بدمشق من علي بن عبد الواحد، وغيره، وببلبيس من علي بن عبد الكريم، والفضل بن رواحة، وغيرهما، وبالقاهرة من الإمام أبي الفتح محمد بن علي القشيري.

وولي القضاء بمصر عن قاضي القضاة القشيري المذكور، وولي دمياط وبلبيس عن قاضي القضاة أبي عبد الله محمد ابن جماعة، وأشموم.

وولي نيابة الحكم بالحسينية ظاهر القاهرة، ودرس بالمدرسة الطيبرسية بمصر، وبالمدرسة المعزِّية، وبزاوية الذروي بالجامع العتيق، وبالمسجد بالشارع خارج القاهرة.

وصنف في الفقه "مختصرًا" حسنًا، لخص فيه كتاب "المعين"، وشرح التنبيه "شرحًا جيدًا" (٢)، ولم يكمله، واختصر "كتاب الترمذي في الحديث" (٣).

وكان قوي النفس؛ حصل بينه وبين الفخر ناظر الجيوش شيء، وسببه أنه ركب لرؤية هلال شهر رمضان ورجع، والمديرون أمامه يصيحون على العادة، فمروا على دار

(١) انظر ترجمته في: العبر: (٤/ ٨٥)، تاريخ ابن الوردي: (٢/ ٢٨٠)، أعيان العصر: (٤/ ٥٧٤ - ٥٧٥)، الوافي بالوفيات: (٤/ ٧٣)، طبقات الشافعية الكبرى: (٩/ ٢٥٢)، طبقات الإسنوي: (١/ ١٣٩)، البداية والنهاية: (١٤/ ١٤٤ - ١٤٥)، السلوك: (٣/ ١٢٤)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: (٢/ ٢٨٩ - ٢٩٠)، الدرر الكامنة: (٥/ ٣٠١ - ٣٠٢)، النجوم الزاهرة: (٩/ ٢٨٠)، حسن المحاضرة: (١/ ٤٢٥)، شذرات الذهب: (٨/ ١٥٩ - ١٦٠)، هدية العارفين: (٢/ ١٤٧)، معجم المؤلفين: (١٠/ ٢٩٦).
(٢) تذكر المصادر أنه في نحو عشرين مجلدًا.
(٣) اختصر شرح سنن الترمذي لابن سيد الناس اليعمري المعروف بالنفح الشذي، منه نسخة خطية بالمكتبة الوطنية بباريس رقم ٧١٠ - ٧١١.