أقول وقد حمَّلت بثي إليكم … نسيمًا وظني أنه لا يضيعه
لعل النسيم الحاجريّ إذا قضى … رسائله يُقضى إليَّ رجوعه
ومستخبرٍ عن حال قلبي أحبَّتي … وما الذي سرى منه لما بنتَ قلتُ جميعه
ويسألني عن ناظري ما الذي ترى … تأخر عندي منه قلت دموعه
وإني متى ما ضم شملي وشملكم … ويدعو بنا داعي النوى لا أطيعه
فما كل حين لي دموع أريقها … ولا كل وقت لي فؤاد يروعه
وله نظم كثيرٌ، وأدب غزيرٌ، وكرم أخلاقٍ، ومروءةٌ لا يستعملها على الإطلاق، يسعى في قضاء حوائج الناس بنفسه في يومه وأمسه إلى حلول رمسه، ويبذل جاهه لمن يقصده ويسعفه، بأربه ويسعده، ومضى على سداد محببًا إلى العباد.
وتوفي بمصر، في سادس ذي قعدة، سنة إحدى عشرة وسبع مئة، وقد جاوز الثمانين، رحمة الله عليه.
٥٠١ - محمد بن يوسف بن أبي بكر بن هبة الله الجزري، المنعوت بالشمس، ويعرف بابن القوام وبالمحوجب، الفقيه الشافعي (١).
كان فاضلًا عارفًا بالأصولين والمنطق، وقرأ القراءات.
وورد قوص فقيرًا مجرَّدًا، فوجد بها الأصبهاني، فقرأ عليه المعقول، وقدم مصر، وأعاد بالمدرسة المعروفة بزين التجار، وبالزاوية المعروفة بالشافعي، ودرَّس بالمدرسة المعزّية، ودرَّس بالقاهرة بالمدرسة السيفية منكوتمر.