وإذا اعتبرت فكل عضوٍ ناطق … مني بوجدي والدموع لسانه
وإذا سألت الجسم عن برحائه … ردَّ الجواب عليك منه عيانه
فلأيِّ حالٍ لا ترقُّ لعاشقٍ … نمَّت بفرط غرامه أجفانه
وغدا وفيه للصبابة موضعٌ … لا يهتدي لمكانه سلوانه
مولده بدُنَيْسر، سنة ست وست مئة.
وتوفي بدمشق، يوم الثلاثاء من صفر، سنة ست وثمانين وست مئة، عفا الله عنه، ورحمة الله عليه.
٤٢٦ - محمد بن عبد الرحمن بن المعالي بن منصور بن الحسين بن أحمد القزويني، المكنى بأبي عبد الله (١).
ترجمه الإمام أبو القاسم الرافعي، فقال: كان له حظ موفور من العربية، والتفسير، والفقه، والفرائض، والشعر، والترسل، والشروط، وغير ذلك.
سمع الحديث من الإمام ملكداد بن علي، وهو آخر من حدث عنه، وسمع من أبي الفضل خليفة بن إسماعيل، وأقرانهما بقزوين، وسمع بأصبهان من أبي مسعود المعروف بكوتاه، وأجاز له الفراوي، والأرغياني، وهبة الله السندي، وغيرهم.
وحدَّث بعد انقراض أقرانه في الحديث، فسمع منه البلديون والغرباء، وتردّدوا إليه، وراجعه الخواص والعوام في الفتاوى، وغيرها.
وكانت له كتابة جيدة، وعبارة حسنة، وطبع مستقيم، وقريحة صائبة، وهمَّةٌ، وعزة نفس، ووقعٌ في ما بين الناس، ورأيٌ يستمد منه في المشاورات، وكان يجيد في كتب
(١) انظر ترجمته في: التدوين في أخبار قزوين: (١/ ٣١٤ - ٣١٦)، التقييد: (٨٠)، تاريخ ابن الدبيثي: (١/ ٤٠٥)، إنباه الرواة: (٣/ ١٦٥)، تاريخ الإسلام: (٤٤/ ٨٧)، طبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة: (١١٤)، تبصير المنتبه: (٤/ ١٣٩٧).