وسمعته يقول: أقمتُ مدة ما يخرج حبُّ المناظرة والاشتغال والخلاف من قلبي، إلى أن وصلت إلى الشيخ السَّمناني، قال: فخرج ذلك من قلبي، وصرت كما كنتُ أشتهي المناظرة أشتهي ترك المناظرة.
توفي يوسف المذكور في شهر ربيع الأول، سنة خمس وثلاثين وخمس مئة، رحمة الله عليه.
٥٧٠ - يوسف بن الحسين بن محمد بن الحسين الفارسي المحتد، الدمشقي المولد، المنعوت بالنجم، والمعروف بابن المجاور (١).
سمع الحديث بدمشق من الحافظ أبي القاسم ابن عساكر، والملك العادل محمود بن زنكي، والوزير أبي المظفر، وبالإسكندرية من أبي الطاهر ابن عوف، وحدث بها، وغيرها.
وكان فاضلًا، أديبًا، شاعرًا، نحويًا.
ذكره ابن الربيب، وقال: نشأ تلَّاءً للقرآن العزيز، مواظبًا على إقرائه، ثم صار يقرئ النحو والأدب، واشتهر بتعليم أولاد الكبراء، إلى أن وُصِف للملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شادي، رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى، فألزمه بإقراء ابنه العزيز، فأقرأه وآنس به، فلما صارت له السلطنة بمصر استوزره، فكان من خير الوزراء.
وله النظم الحسن، منه قصيدته التي أولها قوله: شعر
تَلا في تلا في سورةٍ ليسَ تُختمُ … فمشتبهٌ من هجره ليْ ومحكمُ
يُكرِّر تلقائي دروس خلافهِ … فقلبي به يشقَى وطرفي ينعمُ