للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ما ناح قمريٌّ وما … هبَّ نسيم الشامل

تَولّى قوص، وأقام مدة فلُسع، وتُردّد في أنها لسعة ثعبانٍ أو عقربٍ، فمات بها.

ولد بأَرْمَنْت في المحرم، سنة أربع وأربعين وست مئة.

وتوفي في قوص، في خامس عشر ربيع الآخر، سنة خمس وعشرين وسبع مئة، عفا الله عنه، ورحمة الله عليه.

٥٨٧ - يونس بن محمد الجايري الحريري (١).

نبغ في الشعر، وأتى على جميع أنواعه، فلم يُبْق من الإحسان فيها شيئًا ولم يَدع، وأتى منه بما تعجز عنه أبناء جنسه، لا باشتغالٍ بفنونه، بل بجودة طبعه وقوة حدسه، فجاء منهُ بالعجب العجاب، ولبَّى قَصيَّ الإجابة، فكان المجاب.

أنشد كلٌّ من العدلين الفاضلين سديد الدين محمد بن فضل الله القوصي، وعلاء الدين أبو الحسن علي الجزري، قالا: أنشدنا لنفسه يمدح الأديب شمس الدين محمد البادرائي.

قال لي سديد الدين: وكُنَّا قد اجتمعنا في الحمَّام؛ أنا، وفخر الدين ابن السوسي، ويونس، والبادرائي، وجَعَلْنا البادرائي ملك الشعراء، وقلنا: كُلٌّ منا يمدحه، فقال: امدحوني على وزن قصيدة فلان والقافية.

قال: فنظم يونس هذه القصيدة التي أولها قوله: شعر

يا صاحبيَّ ديارُ علوه … ظهر الهوى الخافي المموَّهْ

والصَّبُّ يوبقه الجوى … وتخلُّف الرُّفقاء جفوَه

فقفا وإلا فالهوى … يستوقفُ المشتاق عنوَه


(١) انظر ترجمته في: الدرر الكامنة: (٦/ ٢٦٤) وفيه: الجابري.

<<  <  ج: ص:  >  >>