للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وُزِّر للملك المعظم عيسى مدة، ثم اجتمع بالملك الكامل بمصر، فأمسكه عنده، وصار عنده من أكابر دولته.

قال ابن سعيد: أنشدني بالقاهرة لنفسه، قوله:

مذهبي أن لا ترى عيني … سوى وجه المليح

وكذا سمعي فما … يصغي إلى غير المديح

أنا أدرى الناس بالناس … وتهذيبي مريحي

وكان له ثلاثة أولاد فضلاء شعراء: عبد العزيز، وعبد الحميد، ومحمد، تقدم ذكرهم.

قال: وتوفي بدمشق، سنة إحدى وخمسين وست مئة، .

٤٠٥ - محمد بن سعيد، أخو المذكور، ينعت بالعماد يكنى أبا القاسم (١).

كان عالمًا عاقلًا، لبيبًا أديبًا.

كان عند الملك الكامل، ثم ابنه الصالح، فرتَّبه في قلعة المقياس بروضة مصر.

قال ابن سعيد: لقيته وأنشدني لنفسه:

أنا ما أبصرت هذا … النيل ذا هَزٍّ ومدِّ

لا أمد الرَّاح إلا … نحو راحٍ مثل ورد

فُتِحَت بالمزج منها … أعينٌ باتت بسُهد

بين ألحانٍ وريحان … على جردٍ ومُرد

قال: ولم يكن وزير الجزيرة ولا أخوه العماد هذا ممن يدير كأس الراح، ولا ممن يقول بالاغتباق والاصطباح، وإنما كانا من الشعراء الذين يقولون ما لا يفعلون، وفي المكارم


(١) انظر ترجمته في: الوافي بالوفيات: (٢٤/ ١٢٢ - ١٢٤)، المقفى الكبير: (٧/ ١٨ - ١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>