٤١٧ - محمد بن عبد العظيم بن علي بن سالم المصري، ينعت بالجمال، ويعرف بابن السقطي، الفقيه الشافعي القاضي (١).
كان رئيسًا عاقلًا، لبيبًا وقورًا، متدينًا، من قضاة العدل، سلك في القضاء أحسن سيرة، وسار سيرًا يرضاه عالم العلانية والسريرة.
تولَّى نيابة الحكم بمصر، والجيزة، وبالقاهرة، والقليوبية سنين كثيرة، ومدة كبيرة لم يُؤخذ عليه في حكمٍ حكمه، ولا نُقِض عليه أمرٌ أبرمه، لتيقُّظه وتثبته، وتحريزه ونزاهته.
بلغني أنه شهد عنده جماعةٌ في قضية، فتثبت فيها، ثم ركب إلى القرافة فقرأ على قبر المشهود عليه تاريخ وفاته ورجع، فحضروا إليه وطلبوا منه الحكم، فقال: امضوا إلى قبره واقرأوا تاريخ وفاته، فوجموا منه وتركوه.
وحكى لي العالم الثقة أبو إسحاق إبراهيم الإسنائي قاضي قوص، قال: وقعت لشخص عنده قضية احتيج فيها إلى التعريف بحاله، فقال له: أحضر من يُعرِّف بك، فأحضر الشيخ علاء الدين الباجي، فقام إليه وأجلسه معه وبجَّله، فقال ذاك الشخص: سيدي علاء الدين يُعرِّف بي، فقال القاضي: سيدي علاء الدين أكبر من ذلك، امض وآتِ بمن يُعرِّف بك.
وجاء إليه الملطي قاضي العسكر ومدرس الظاهرية ليشهد عنده، فلما رآه مقبلًا قام ولبس مداسه، وراح من الناحية الأخرى، فقال له الملطي: أنا مثل أصلك، ولم يسمع شهادته.
وقال لي صاحبنا أبو عبد الله محمد الإخميمي الشهير بابن القاسح: طلبت من قاضي