للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ذكره ابن سعيد، وقال: هو أحد الشيوخ الذي شرب الدَّهر عليهم وأكل، المتنقِّصين الرجال في كل قول وعمل، عقربي الطبع، مشنو الوضع، نحيف الشّكل، ركيك الفرع والأصل، لا يَسلَمُ أحدٌ من لسانه ولا يبيت في أمانه، ولو أنه غريق في إحسانه.

وأورد من شعره قوله:

توحَّد إذا أحببت عن كل ناصح … فسحقًا لمن يبغي شَريكا لحبِّه

فهم حدَّثوني ما استطاروا بنقله … وهم أبعدوني كي يفوزوا بقربه

قال: وحالت به الحال إلى أن وقعت الحركة بإشبيلية، في سنة خمس وأربعين وست مئة، فانطلقت أيدي العامة في كل من ركب فيها من أجناد النّصارى، فهرب جنديٌ منهم فدخل دربًا غير نافذٍ، فصادف أبا بكر خارجًا من داره، فطعنه في سلعة كبيرة كانت في وجهه حان بها حينه، وكُفَّ عن المسلمين لسانه وعينه، فإنه كان معروفًا إذا نظرَ نظر استحسان حصل المنظور إليه في أنياب نوب الزمان (١).

٢٦٦ - عثمان بن محمد بن عثمان بن أبي بكر بن محمد بن داود التَّوْزَري المحْتِد، المصري المولد، المنعوت بالفخر، الفقيه المالكي المحدث الرحَّال (٢).

سمع الكثير، وقرأ بنفسه، قرأ صحيح البخاري أكثر من ثلاثين مرة، وقرأ مسند الإمام أحمد، والمعجم الكبير للطبراني.


(١) انظر اختصار القدح المعلى: (١٧٣ - ١٧٤).
(٢) انظر ترجمته في: المعجم المختص: (١٥٥ - ١٥٦)، تذكرة الحفاظ: (٤/ ١٩٧)، معجم الشيوخ الكبير: (١/ ٤٣٧ - ٤٣٨)، معرفة القراء الكبار: (٣٩٢)، برنامج الوادي آشي: (١٥٥)، أعيان العصر: (٣/ ٢٢٨ - ٢٢٩)، الوافي بالوفيات: (١٩/ ٣٣٤)، مرآة الجنان: (٤/ ١٩٠)، البداية والنهاية: (١٨/ ١٣٢ - ١٣٣)، ذيل التقييد: (٢/ ١٧٢)، غاية النهاية: (١/ ٥١٠)، السلوك: (٢/ ٤٩٢)، الدرر الكامنة: (٣/ ٢٦٢)، درة الحجال: (٣/ ٢٠٩)، شذرات الذهب: (٨/ ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>