عدَّلوني ولو دروْا كُنْه حالي … عدَلوني سفاهة بالكلاب
الحس الكسُّ في الحرام ومهما … لاح جحرٌ جعلته محرابي
فتحيل من يعاديه إلى أن حملها إلى القاضي، ووقف عليهما بخطِّه، فأسقطه، فتجلَّد لذلك، وأظهر السرور وعدم الاكتراث بما فعله القاضي معه من الإسقاط، وقال: ارتفعت منزلتي وعظم قدري لأني كنت أولًا أجلس فوق الشهود، فلما عدلت صرت أجلس تحتهم، وقد صرت إلى حالتي الأولى، وجلست فوقهم.
وأورد المؤرخ الأديب النجم القيلوى من شعر الحموي هذا على ما ذكره أبو الحسن علي ابن سعيد قوله: شعر
يا ناقلًا خبر الحمى كرِّر فما … سمعي على غير الحمى موقوف
كلَّا ولا بصري ولا فكري وسل … عنِّي فحبِّي بينهم معروف
وبغير جيران الحمى ما شاع لي … ذكرٌ وقلبي نحوهم مصروف
وقوله أيضًا يمدح، قال: شعر
ففي جوده بحرٌ وغيثٌ وحاتمٌ … ومعنٌ ومعناه على الكل زائد
وفي بأسه عبسٌ وعمرو وعامر … وفي ذكره الباقي عليٌّ وخالد
٤٤٨ - محمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي الأنصاري الموصلي، المكنى بأبي البركات، الفقيه الشافعي القاضي (١).
سمع بالموصل من والده، ومن أبي بكر يحيى بن سعدون، والقاضي أبي بكر محمد بن