كتاب البدر السافر عن أنس المسافر

يبيت طيَّان والأضياف طاعمةٌ … ما بات طيَّان من أضيافه طعموا

توفي بمكة، في حادي عشر شوال سنة ثلاث وستين وست مئة (١).

٥٠٠ - محمد بن يوسف بن عبد الله الجزري، المنعوت بالشمس، ويعرف بابن الحشَّاش وبالخطيب (٢).

قال البرزالي: كان أبوه صيرفيًّا بالجزيرة (٣).

كان ذا فنون، وكان محسنًا إلى الطلبة.

قدمتُ من الصعيد في سنة ست وسبع مئة، فوجدته يدرس بالمدرسة الشريفية، وتؤخذ عليه دروس كثيرة، فسألته أن يُرتِّب لي درسًا، فاعتذر بضيق الوقت، ثم قال: مالك شغلٌ؟ فقلت: لا، فقال: تحضر بعد العصر، فإن اتفق أن تجدني اقرأ، ففعلت ذلك فلم يخل يومًا من الخروج إليَّ، فقرأت عليه قطعة من "المنتخب في أصول الفقه"، وخصَّني بوقتٍ مع كثرة أشغاله وانتصابه للإقراء إلى منتصف النهار.

وكان حسن الصورة، مليح الشكل، حلو العبارة، عالمًا بفنون من الفقه على مذهب

(١) قال التقي الفاسي: مات يوم السبت العاشر من شوال أو الحادي عشر، سنة ثلاث وستين وست مئة بمكة، ودفن في المعلاة، مقتولًا غيلة، وظلّ دمه عن نحو من سبعين سنة.
وفي المقفى الكبير: مولده بكورة ألبيرة في مدينة وادي آشي يوم الأضحى سنة تسع وتسعين وخمس مئة، وفيه مات سنة ٦٧٣ هـ.
(٢) انظر ترجمته في: المقتفي: (٤/ ٤٧ - ٤٨)، أعيان العصر: (٥/ ٣١٨ - ٣٢١)، الوافي بالوفيات: (٥/ ١٧٣)، طبقات الشافعية الكبرى: (٩/ ٢٧٥ - ٢٧٦)، طبقات الإسنوي: (١/ ١٨٥ - ١٨٦)، منتخب المختار: (١٧٠ - ١٧١)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: (٢/ ٢٣٥ - ٢٣٦)، المقفى الكبير: (٧/ ٤٩٨ - ٤٩٩)، الدرر الكامنة: (٦/ ٥٤ - ٥٥)، النجوم الزاهرة: (٩/ ٢٢١)، بغية الوعاة: (١/ ٢٧٨)، حسن المحاضرة: (١/ ٥٤٤)، طبقات الداودي: (٢/ ٢٨٤ - ٢٨٥)، شذرات الذهب: (٨/ ٧٦ - ٧٧)، درة الحجال: (٢/ ١٩ - ٢١)، هدية العارفين: (٢/ ١٤٢)، الأعلام: (٧/ ١٥١)، معجم المؤلفين: (١٢/ ١٢٨).
(٣) المقتفي: (٤/ ٤٨).