للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وأثنى الفارسي (١) في "الذيل" (٢) عليه، وبالغ في تعظيمه (٣).

توفي سنة أربع عشرة وخمس مئة، ليلة الجمعة، ثامن عشر جمادى الآخرة، بنَيْسَابور.

٢٢١ - عبد الرحيم بن علي بن الحسن بن أبي الفرات القاهري، المنعوت بالعز، الفقيه الحنفي (٤).

صاحبنا ورفيقنا، جدَّ واجتهد فحصل من الفضائل ما قصد، وسلك المسلك الأسدَّ، فكان الشبل بل الأسد، وبرع بها مذهب أبي حنيفة، وبلغ فيه الرتبة المنيفة، وانتهت الرئاسة في الاشتغال والفتوى إليه، وصارت العمدة في مذهبه نقلًا وفهمًا عليه، وحضرت الطلبة بين يديه، فتصرَّف فيه وأجاد، ونظر وأفاد، ودرَّس وأعاد، وعمل بما علم، وصان الفرج والبصر، والقلم والكلم، وحجَّ مع قلة رزقٍ مرتين، ومتع السمع والعين، وزار ووضع عن كاهله الأوزار، وقام من الليل ما يشهد له يوم المعاد، وتزوَّد


(١) هو أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، من أهل نيسابور وخطيبها، كان إمامًا فاضلًا عارفا بالحديث واللغة، من تصانيفه: السياق لتاريخ نيسابور، والمفهم في صحيح مسلم، وغيرها، مات سنة ٥٢٩ هـ. التحبير في المعجم الكبير: (١/ ٥٠٧ - ٥٠٩)، معجم الأدباء: (٤/ ١٥٦٩).
(٢) يعني المؤلف بالذيل: كتاب السياق لتاريخ نيسابور، ذيل به الفارسي (ت ٥٢٩ هـ) على تاريخ نيسابور للحاكم (ت ٤٠٥ هـ)، وتوجد منه نسخة خطية بمكتبة صائب بأنقرة رقم ١٥٤٤ تحوي الجزء الثاني من ٩٨ ورقة، وطبع المنتخب من هذا الذيل لأبي إسحاق الصريفيني (ت ٦٤١ هـ) بدار الفكر سنة ١٤١٤ هـ تحقيق: خالد حيدر.
(٣) انظر المنتخب من كتاب السياق: (٣٥٤ - ٣٥٥)، وقال في الثناء عليه: إمام الأئمة وحبر الأمة، وبحر العلوم وصدر القدوم، وقرة عين زين الإسلام، وثمرة فوائده، وهو الأول بعد العصبة الدقاقية، … وأشبههم به خلقا حتى كأنه شق منه شقا، فرباه أحسن تربية، وزقه العربية في صباه زقا حتى تخرج بها، وبرع فيها، وكمل في النثر والنظم فحاز فيهما قصب السبق، وكان يبث السحر بأقلامه على الورق، وكان إليه استملاء الحديث وقراءة الكتب عليه لاستجماعه أنواع الفضل.
(٤) انظر ترجمته في: أعيان العمر: (٣/ ٥٤ - ٥٥)، وفيات ابن رافع: (١/ ٣٩١)، الجواهر المضية: (١/ ٣١٢ - ٣١٥)، الدرر الكامنة: (٣/ ١٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>