للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال أبو الحسن الدهَّان: دخلت عليه لأغسّله فوجدت يده اليسرى مضمومة، فاجتهدت في فتحها، فإذا فيها كتابة، فتمهلت حتى قرأتها، فإذا فيها مكتوب: شعر

نزلت بدار لا يخيّب ضيفها … أُرَجِّي نجاتي من عذاب جهنم

وإني على جرمي من الله واثق … بإنعامه والله أعظم منعم (١)

توفي رابع المحرّم، سنة خمس وثمانين وأربع مئة.

٢٠٠ - عبد الله بن محمد بن عسكر بن مظفَّر بن نجم بن شادي بن هلال الطائي القيراطي، ينعت بالشرف، ويكنى أبا محمد، الفقيه الشافعي الأديب (٢).

سمع الحديث من الحافظ عبد المؤمن الدِّمْيَاطِي، والإمام أبي الفتح محمد بن علي بن وهب القشيري، وقاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني، وغيرهم.

ورحل إلى الإسكندرية، فسمع بها من الموجودين في سنة سبع مئة، وقرأ الأصول على الشيخين الباجي، والخطيب الجزري، وقرأ العربية على الأستاذ أبي حيان.

وولي القضاء بالمنوفية، وبدمياط، وبسيوط، ودرّس بالمدرسة السنجارية المجاورة لضريح الإمام الشافعي، وبمشهد السيدة نفيسة، وأعاد بالمدرسة القُطبية، وبـ[قبّة] (٣) الشافعي، وترك القضاء، فطلب لقضاء حلب، فبكى بين يدي السلطان وسأل إعفاءه، وعيّن لقضاء الغربية فلم يجب، وقال لي: ما بقيت أدخل في القضاء، فإني ما وجدت فيه خيرًا.

وله نظمٌ جيّدٌ، ومدح المصطفى بقصائد، ونقلت من خطّه هذه القصيدة التي أولها،


(١) معجم الأدباء: (٤/ ١٥٦٠).
(٢) انظر ترجمته في: أعيان العصر: (٢/ ٧٢١ - ٧٢٢)، طبقات الشافعية الكبرى: (١٠/ ٤٣ - ٤٤)، وفيات ابن رافع: (١/ ٣١٣ - ٣١٤)، السلوك: (٣/ ٢٨٩)، الدرر الكامنة: (٣/ ٨١ - ٨٢).
(٣) زيادة من المصادر.

<<  <  ج: ص:  >  >>