للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

[حرف الهاء]

٥٤٠ - هارون بن عبد الله بن هارون الإشبيلي، الكاتب الأديب الشاعر (١).

ذكره ابن سعيد، وقال: هو من كتاب إشبيلية الذي لم يجهل مكانُهم، ولا صَغُر في هذا الشأن شأنهم، واشتهر بالكتابة عن أبي عمران ابن أبي عبد الله بن يعقوب بن عبد المؤمن، والي بجاية، ثم لما أخذت منه عاد إلى بلده.

وكنتُ أجالسه وأستفيد منه، ونقلتُ من خطِّه قصيدةً رثى بها أبا القاسم ابن الرئيس أبي علي ابن خلاص، المستولي على سبتة، وكان ابنه المذكور قد غرق في الغراب الميمون، وكاد أن يخرج الحزن بوالده إلى حد الجنون، وذلك في سنة خمس وأربعين وست مئة، فرثاه هارون بهذه المرثية، وهي من غُرِّ المراثي التي ينبغي للأديب أن يكتبها إن لم يحفظها.

وقد أثنى عليها ابن سعيد ثناء جزيلًا، وأتبعها بعد إيداعها في كتابه مدحًا جميلًا، وأولها قوله: شعر

هو الرُّزءُ ما أبقى عزاءً ولا صبرا … رمينا من الأيام بالبطشة الكُبرى

حقيقٌ علينا أن تسيل نفوسنا … دما في دُموع ساجلتْ مزنُها القطرا

وإن تهب الدنيا نضارة عيشها … وإن كان عيشًا لا شهيًّا ولا نضرا

وأن نهجر اللذات حتى كأنما … حيينا ولمَّا نعرف الوصل والهجرا

أبا قاسم لَهفي عليك وإنني … لفقدك لا أنفكُّ ذا كبدٍ حرَّى (٢)


(١) انظر ترجمته في: اختصار القدح المعلى: (١٤٥)، الإعلام للمراكشي: (١٣/ ١٧٩).
(٢) اختصار القدح المعلى: (١٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>