للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وما ذكره الشاطبي فيه إشارة إلى أنه عنده ممن يتَّهم بذلك، فإن الممازحة لا بد أن تكون لها في العادة مناسبة، والرضيّ لا يمازح المنذري بذلك وأشباهه.

وأما تعظيم الشيخ تقي الدين فما ينفي عنه ظن القدح، فإنه يعظمه من حيث الحفظ والمعرفة، وقد عظَّم الحفاظ والأعيان جماعة ممن قُدِح فيهم، كما ذكروا في ترجمة أبي العباس ابن عقدة الحافظ، وابن الجعابي، وغيره.

قال فتح الدين: وكان لابن مَسْدي أدبٌ باهرٌ، روضه زاهرٌ، يقف عنده المجتاز، ويقفو ورده الممتاز، ويجتلي منه الساري والسارب، بدرُ دجىً، وشمسُ نهار.

قال: وأنشدني الأمير علم الدين سنجر الدَّواداري، أنشدني الحافظ أبو بكر ابن مَسْدي لنفسه قوله: شعر

تحوم علينا للمنايا حوائمُ … كأنا حبوبٌ والحِمام حمائمُ

ولم أر كالدنيا حبالةُ صائدٍ … يُرى النملُ في أشراكها والضَّراغم

ولم أر كالإنسان أجهل عيشةٍ … يؤمِّل يحيا وهو بالموتِ عالمُ

ولو علِمَت منه البهائم علمنا … إذن هزلت خوف المنون البهائم

حياةٌ وموتٌ ذا لذاك مباينٌ … وبينهما للنَّائبات ملائم

فيا صاحبي رافقْ رفيقًا يمانيًا … فإنك للبرق الشآمي شائم

ونادمْ نداماك التُّقى وصِحَابه … فإنك يومًا للمنايا منادمُ

وله "قصيدة" يمدح بها المصطفى ، أولها قوله: شعر

هذا المقام وهذا الحلُّ والحرمُ … فانزل فضيفُ مقام الله محترمُ

منها:

<<  <  ج: ص:  >  >>