الشافعي، والأصولين، والنحو، والمنطق، والأدب، مشاركًا في هندسة، وغيرها من الرياضات.
قدم قوص فقيرًا مجردًا، فوجد بها الشيخ شمس الدين الأصبهاني حاكمًا، فقرأ عليه فنونه، ثم قدم مصر، واشتغل بها، وأعاد بالمدرسة الصاحبية، وأقام بالقاهرة، وولي تدريس المدرسة الشريفية، وانتصب للإقراء، فقرأ عليه المسلمون واليهود وغيرهم، وكان يُلقي دروسًا، وتقرأ عليه طائفة بعد طائفة.
وصحب الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير، وارتفعت منزلته عنده مدة، ثم وقع بينه وبين الشيخ نصر المنبجي، فحطَّ عند بيبرس من قدرهِ، وشهد عليه بعض طلبته، وعُزِل من المدرسة الشريفية، وكان خطيبًا بالقلعة، فَعُزل عنها، وتولَّى الخطابة بالجامع الطولوني مدة.
ثم لما عاد الملك الناصر ابن الملك المنصور إلى المُلك في سنة تسع وسبع مئة، مشَّى حاله، وتولى تدريس المدرسة المعروفة بالمعزية بمصر.
وله تصانيف، منها:"شرح التحصيل" في ثلاث مجلدات، و"شرح منهاج البيضاوي"(١) في مجلدة لطيفة، ليس بطائل، صنَّفه في آخر عمره، واعتذر في خطبته بالكِبَر، وله "أجوبة على أسولة المحصول"، و"شرح ألفية ابن مالك" في النحو، وله "ديوان" خطب بليغة، وشعر كثير.
ومنه قوله، وهو ما أنشدني صاحبنا الفاضل أبو الحسن علي الجزري، قال: أنشدني الشيخ لنفسه قوله:
لم أصْبُ للبرق من تيماء يأتلق … إلا وللقلب من حُبِّيكمُ عُلَقُ
(١) يسمى: معراج المنهاج شرح منهاج الوصول إلى علم الأصول، طبع في مطبعة الحسين بالقاهرة سنة ١٤١٣ هـ/ ١٩٩٣ م بتحقيق: شعبان محمد إسماعيل.