لم يرض بالصبر من بخل عليَّ به … فكيف يسمح لي مِن فيه بالعسل
لما أضعتُ زماني فيه ضيَّعني … وصار عني كمثلي عنه في شغل
ومنها في المدح أيضًا، قوله: شعر
وفِيَّ دهري توالى مَعْ تيقُّنه … أني عتيقٌ ولكني عتيقُ علي
الباذل الفضل والأنواء باخلةٌ … والعاشق البذل لا يصغي إلى عَذَل
والناصر الحق والألباب ذاهلة … خوف القواضب والعسَّالة الذبل
والقائل الفصل والأسياف ما تركت … لقائل الفصل رأسًا غير منفصل
وأنشدني لنفسه يمدح الأمير عز الدين ازْدُمُر متولي الكشف بالوجه القبلي، ويستعطفه في سنة خمس وثلاثين وسبع مئة، من قصيدة أولها قوله:
من القلب يسري خائفًا طيفه الغرُّ … ويحذر في ذاك السُّرى حيث لا حذر
وما بين قلبي والجفون مفازةٌ … إذا ما سرى فيها يروعه الذعر
جزى الله عني الليل خيرًا فإنه … به الطيف قد يسري وينكتم السر
ولله ليلاتٌ مضين بكيتُها … بواكف دمعٍ كيف لا وهي العمر
بربع حكى الجنات طيب هوائه … فليس به بردٌ وليس به حرُّ
على روضة حاكى العذار اخضرارها … فأحمرها خدٌّ وأبيضها ثغر
غلامٌ من الولدان فيه إمارةٌ … رقيق حواشي خده سندس خضر
إذا قلت ما يسلي الطلا قال لي اللمى … وما اسمٌ بلا جسمٍ يقول لي الخصر
وسلطانه أنصارها الحسن والغنى … وأعداؤها منها القباحة والفقر
إذا قيل عنِّي شاب ولَّت ووقَّعت … ليقض ولا يجري له أبدًا ذكر