أما وطيب عشياتٍ وأسحار … من بعدها أفلت شمسي وأقماري
بها أُذَكِّرُ دهري كي يجود بها … فلا يجود ولا يأتي بأعذار
لو أن تلك من الأيَّام عُدْنَ بها … أو الليالي ولم تحتج لتذكار
لله ليلاتها البيض القصار فكم … سطوت منها على دهري ببتار
أنكرت إفشاء سرٍّ كنت أكتمه … فيها ولكنني أنكرت إنكاري
يا للعجائب ليلٌ ما هجعت به … لنوره كيف تخفى فيه أسراري
إن الضنى عن جميع الناس ميَّزني … فكان علَّةَ إخفائي وإظهاري
فلا تقولوا إذا استبطأتُم خبري … أمَّا النسيم عليه سائرٌ ساري
فلو يمر نسيمٌ بي لسار إلى … مغناكم بي كما يسري بأخباري
وقوله:
الجسم والروح فيه بالفراق بُلي … والقلب من قبل الأحباب لا قِبَلي
والنجم يعلم تسهيدي ويشهده … وطول ليلي ولكن ليس يشهد لي
أحمِّل الريح أشواقي فيمنعها … عن الهبوب لما في الشَّوق من ثقل
لو أن ذهني صحيحا لم أكن هوسًا … إلى نسيم عليل أشتكي عللي
ولا غدا رسم شخصي باكيًا طللًا … وما يفيد بُكا رسمٍ على طلل
وإن جنحت إلى راحٍ أسرُّ بها … أوقدت عشقي بها كالنار بالفتل
لو أنَّ في الراح للعشَّاق تسليةً … ما كان مجنون ليلى بالجنون بلي
إن رمت صبرًا نهتني عنه مقلته … وهي التي أمرت بالعشق كلَّ خلي