كأن شبابي كان قُرطا لأذنها … تُزانُ به والشَّيب في أذنها وقر
فلا تحسبي أني كبرت عن الدُّمى … فلي صبوةٌ في جنبها يصغر الدهر
وما مسَّني من أبيض الشّيب دَلَّهُ … عصى العزَّ خضراءٌ وأسيافه حمر
منها في الاستعطاف قوله:
ومن بعد هذا فالصنائع حلوةٌ … وعند الأبيّ الحر تقويتها مرُّ
وأنت إليك الكشف وهو مثوبةٌ … وما ضرَّ بعد الكشف أن يسبل الستر
حكمت بحقٍّ غير متبع الهوى … تساوى لديك العبد في ذاك والحر
فمَن مبلغ عني الليوث بأنها … مواقفها سيَّان عندك والعفر
وحرَّرت وزن الناس بالقسط عادلًا … بكفة ميزان يُطيِّرها الذر
ملأتَ الدنا عدلًا وعطّرتها شذىً … فأنت هو المهدي بلا شكَّ والخضر
وكم بنتُ فكرٍ لي عليك جلوتها … وما كان إلا من صنائعكَ المهر
ذلاقتها دلَّت على لفظ ثيِّب … وصون معانيها على أنَّها بكر
عروسٌ على مرّ الزمان شبابها … جديدٌ ومن طيب المديح لها عطر
وكتب إليَّ رقعة عند توجهي من الصعيد إلى مصر، وهي قوله: شعر
أبا الفضل صيَّرت الصعيد وطالما … شكا أهله الإمحال روضًا وأنهارا
وأنبتَّ أشجارًا من العلم والحجى … بألبابنا نوّارها لاح أنوارا
وقد سِرت تبغي مصر تخصب أهلها … وتُسقي أصولًا قد غرست وأشجارا
فسر أو أقم فينا فما زال جعفرٌ … يشار إليه إن أقام وإن سارا