للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فقال له الإمام: أنت الآن تشهد لهم عليك، فقال: يا مولاي، مالي حيلة وفي الكتاب العزيز ﴿لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ (١)، وفي السنة: "كلٌّ ميسر لما خلق له" (٢)، فقال له الإمام: وكما أن ذلك في الكتاب والسنة، ففي الكتاب العزيز أيضًا: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا﴾ (٣)، وفي السنة: "مداراة الناس صدقة" (٤)، وقوله : "ليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد الذي يملك غضبه" (٥)، وطأطأ رأسه، وخرج من عنده، فسأله بعض من يأنس به: ما استفدت من الإمام؟ فقال: كثَّر الله خيره، رددناه سليمان فردَّنا فرعون، فنُقل للإمام فضحك، وقال: لو سلم أحدٌ من ابن عنين لكنت منهم، وما أردت إلا خيرًا، وأبى تأويله إلا شرًّا، ثم أرسل إليه ما قطع به لسانه.

وكان الإمام كثير التصنيف سريع التأليف، صنّف عدة مصنفات في الفقه والأصول والكلام والفلسفة، وغير ذلك، ومن تصانيفه: "المحصول في الأصول" (٦)،


(١) سورة الروم: ٣٠.
(٢) أخرجه البخاري في الصحيح: (٦/ ١٧١/ ح ٤٩٤٩) كتاب التفسير، باب ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾، ومسلم في الصحيح: (٤/ ٢٠٤٠/ ح ٢٦٤٧) كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه … ، كلاهما من حديث علي، .
(٣) سورة طه: ٤٤.
(٤) أخرجه ابن حبان في الصحيح: (٢/ ٢١٦/ ح ٤٧١)، وابن الأعرابي في المعجم: (٢/ ٤٧١/ ح ٩١٦)، والطبراني في الأوسط: (١/ ١٤٦/ ح ٤٦٣)، وابن السني في عمل اليوم والليلة: (٢٨١/ ح ٣٢٥) جميعهم من حديث جابر، وقال أبو حاتم في العلل: (٦/ ١٠٣/ ح ٢٣٥٩): هذا حديث باطل لا أصل له، وانظر السلسلة الضعيفة: (١٠/ ١٣ - ١٦/ ح ٤٥٠٨).
(٥) أخرجه البخاري في الصحيح: (٨/ ٢٨/ ح ٦١١٤)، كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب، ومسلم في الصحيح: (٤/ ٢٠١٤/ ح ٢٦٠٩) كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل من يملك نفسه عند الغضب، كلاهما من حديث أبي هريرة.
(٦) نشرته جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض سنة ١٤٠٠ هـ، تحقيق: طه جابر العلواني.

<<  <  ج: ص:  >  >>